تحليل تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية للشباب

التعليقات · 0 مشاهدات

في عصرنا الحالي، أصبح استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أمرًا شائعًا ومستمرًا بين فئات عمرية مختلفة. لكن الدراسات الحديثة تشير إلى وجود روابط محتملة بين

  • صاحب المنشور: العنابي الديب

    ملخص النقاش:
    في عصرنا الحالي، أصبح استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أمرًا شائعًا ومستمرًا بين فئات عمرية مختلفة. لكن الدراسات الحديثة تشير إلى وجود روابط محتملة بين الاستخدام المكثف لهذه الوسائل والصحة النفسية السلبية لدى الشباب. هذا المقال سيقدم تحليلاً مفصلاً حول كيفية تأثير هذه المنصات الرقمية على الحالة الذهنية والعاطفية للمراهقين والشباب.

الفجوة الوجودية والغيرة الإلكترونية:

تعتبر المقارنة المستمرة للحياة التي يعرضها الآخرون عبر الإنترنت واحدة من أكبر التحديات التي يواجهها المستخدمون الشباب. يُعرف هذا الشعور بالغيور الإلكتروني، وهو حالة من عدم الراحة أو الحزن بسبب التقييم السلبي لممتلكات أو خبرات شخص آخر مقارنة بنفسك. تظهر الأبحاث أن الغيور الإلكتروني يمكن أن يساهم في زيادة مستويات الاكتئاب والقلق[1]. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي البحث الدائم عن الإعجاب والتفاعل على منصات مثل Instagram وFacebook إلى شعور مستمر بعدم الكفاءة الاجتماعية - وهو ما يعرف باسم "الفجوة الوجودية". يشعر العديد من الأفراد أنه يجب عليهم تقديم صورة مثالية لأنفسهم للآخرين عبر الإنترنت مما يتسبب في ضغوط داخلية كبيرة [2].

النوم المضطرب والإدمان:

إن استخدام الهاتف المحمول قبل النوم مباشرة يمكن أن يحجب الضوء الطبيعي الذي يساعد الجسم على إنتاج الميلاتونين - هرمون النوم الرئيسي. هذا التعرض المتكرر للضوء الأزرق المنبعث من الشاشات قد يؤثر سلباً على جودة نوم الشخص وقدرته عليه.[3] علاوة على ذلك، فإن بعض الأشخاص معرضون للإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يقضون ساعات طويلة يومياً في التصفح والمشاركة مما يستنزف طاقتهم ويزيد من توترهم ويضعف قدرتهم على التركيز خارج نطاق الشاشة [4].

التنمر عبر الإنترنت وتأثيره الصحي:

لا تقتصر مشكلات الصحة العقلية الناجمة عن وسائل الإعلام الجديدة على مجرد القلق والخوف؛ فمتى يأتي دور الانتقام الروحي عبر الانترنت؟ كثير من حالات التنمر تتخذ منحنى جديدا باستخدام الشبكات الرقمية كوسيلة للتواصل مع الضحية.[5] إن تعرض الشاب للاستهداف المستمر لهجوم لفظي أو حتى صور مسيئة عبر الإنترنت يمكن أن يترك بصمة عميقة تدوم لفترة طويلة وقد تؤدي إلى أعراض نفسية خطيرة كالاضطراب الوجداني ثنائي القطب واضطرابات الطعام وغيرها الكثير.[6]

الحلول المحتملة:

معرفة مخاطر المشكلة هي الخطوة الأولى نحو حلول فعالة. هناك عدة طرق تم اقتراحها لتحسين الوضع سواء للأفراد أم المؤسسات المسؤولة. بالنسبة للأفراد، ينصح بتحديد وقت محدد لاستخدام هذه المواقع اليومية وتجنب الجلوس أمام الشاشة خلال فترة الليل تحديدًا أثناء الحدث النهائي لتوقيت نومك. كما يعد أخذ فترات راحة منتظمة بعيدا عن العالم الرقمي أمر حيوي أيضا للحفاظ على توازن نفسي جيد وصحي .أما فيما يتعلق بالمواقع ذاتها ، فقد طرح البعض أفكارا حول تطوير أدوات حماية أكثر قوة ضد التنمر والفاحشة وحتى الغيرة الإلكترونية نفسها وذلك بإشراك المجتمع المدني والنقابات المختصة بذلك المجال التقني ذو الصلة بالأعمال التجارية المرتبطة بهذه الأنواع من الخدمات الرقمية الموجودة حاليًا والتي تلعب دورا مهما بكل تأكيد بحياة الناس خاصة تلك الفئة العمرية الأكثر عرضة لها وهي الشريحة السكانية الخاصة بالعامل الجديد المعروف اجتماعيا بفئة"جيل زد". ولابد هنا التأكد كذلك بأن أي حملة تثقيفيه تسعى للتوعية بمخاطر العيش افتراضيا يجب تضمين تعليم الأطفال وكبار السن أيضًا منذ بداية الأمر ليصبح ثقافة مجتمع رائجة وليست ظاهرة جديدة مصطنعة لمجموعة سكانية محددة حسب تاريخ ميلادها وإنما كجزء

التعليقات