- صاحب المنشور: هادية بن عمر
ملخص النقاش:
مع التطور المتسارع لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي (AI)، تصبح قضايا التأثير البيئي لهذا القطاع أكثر وضوحاً. بينما يساهم AI في تحسين كفاءتنا وكفاءة العديد من العمليات، فإنه يأتي أيضاً بتكاليف بيئية غير مقصودة ولكنها هامة. هذا المقال يستعرض هذه التحديات ويستشرف الآفاق المستقبلية للتعامل معها.
استهلاك الطاقة العالي
واحدة من أكبر القضايا البيئية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي هي الاستخدام الكبير للطاقة الذي يتطلب تشغيل الخوارزميات المعقدة والشبكات العصبية الحاسوبية الضخمة. وفقا لدراسة نشرت عام 2019، فإن مراكز البيانات التي تدعم خدمات الذكاء الاصطناعي قد تستنزف حوالي 3% من الطاقات العالمية بحلول العام 2025 إذا لم يتم اتخاذ خطوات لمعالجة هذا الأمر.
إعادة التدوير والتخلص الآمن للنفايات الإلكترونية
كما هو الحال مع أي تكنولوجيا رقمية أخرى، تولد صناعة الذكاء الاصطناعي كميات كبيرة من النفايات الإلكترونية. تعتبر عملية إعادة التدوير مهمة جدا لأن الكثير منها تحتوي على مواد سامة يمكن أن تضر البيئة والبشر عند التعرض لها بصورة خاطئة أو بطريقة غير مدروسة. لذلك، هناك حاجة ملحة لإيجاد حلول فعالة لإدارة هذه المخلفات بطرق صديقة للبيئة.
الأثر الكربوني لصناعة الرقائق الدقيقة
تُعدّ رقائق الكمبيوتر الأساسية لأجهزة الذكاء الاصطناعي واحدة من أهم المنتجات ذات الانبعاثات الكربونية العالية خلال عملية التصنيع. تُقدر انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بإنتاج شريحة واحدة بنحو 48 كيلوجرامًا (أو ربع طن) تقريبًا. إن زيادة طلب السوق العالمي على الرقائق والمكونات الأخرى أدى إلى ضغوط متزايدة نحو إنتاج المزيد بسرعة أكبر وبالتأكيد ضمن حدود بيئية أقل تقييدا مما كان عليه سابقًا.
البحث العلمي وتطوير الحلول الصديقة للبيئة
وفي الوقت نفسه، يوجد العديد من المشاريع البحثية الجارية والتي تركز على تطوير خوارزميات ذكاء اصطناعي أكثر كفاءة واستخدام موارد أقل أثناء التشغيل بالإضافة إلى تحديد طرق جديدة لاستخراج المواد الخام المستخدمة في صنع الرقائق بأقل قدر ممكن من البصمة الكربونية. كما تعمل بعض الشركات أيضًا على تعزيز استخدام الطاقة المتجددة داخل عملياتها الخاصة بهدف الوصول إلى حالة "الحيادية الكربونية" تماماً.
السياسات والإرشادات الحكومية
إن فرض سياسات وإرشادات حكومية تلزم الشركات المصنعة ومستخدمي الذكاء الاصطناعي باتباع أفضل الممارسات البيئية ليس بالأمر الجديد ولكنه يصبح الآن محور التركيز الرئيسي للمناقشة. ومن الواضح أن التنفيذ الناجح لهذه الإجراءات سيعتمد بشكل كبير على مدى جاهزية المجتمع الدولي للاعتراف بأن تأثير الذكاء الاصطناعي البيئي يشكل تحدياً عالمياً يجب مواجهته بروح مشتركة وجهد مشترك.
في الختام، رغم الفوائد العديدة التي جلَبَهَا لنا الذكاء الاصطناعي حتى اليوم، إلا أنه لا ينبغي تجاهل أثره المحتمل على البيئة ولا بد وأن نعمل جميعاً - سواء كمستهلكين أو مصنعين - لنضمن تحقيق توازن بيئي قابل للاستدامة جنبا إلى جنب مع تقدم التكنولوجيا الرقمية الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وغيرها كثير.