- صاحب المنشور: العربي العلوي
ملخص النقاش:
مع انتشار جائحة كوفيد-19 عالميا، شهدت المؤسسات التعليمية تحولا غير مسبوق نحو التكنولوجيا. هذا التحول لم يكن خيارا فحسب، بل ضرورة قصوى لضمان استمرارية العملية التعليمية. لقد فرض الوباء تحديات جديدة على الأساليب التقليدية للتعلم والتدريس، مما أدى إلى تسريع اعتماد حلول التعلم الإلكتروني وتطبيقات التعليم الرقمي.
في الواقع، كانت العديد من المدارس والمعاهد بالفعل تستكشف طرق استخدام الوسائل الرقمية قبل تفشي الفيروس. ولكن مع الحاجة المفاجئة للتباعد الاجتماعي، أصبح الاعتماد الكلي على التكنولوجيا أمراً حتمياً. فقد انتقل الطلاب والمعلمون بسرعة كبيرة إلى المنصات الافتراضية مثل Zoom, Google Classroom, Microsoft Teams وغيرها الكثير. هذه الأنظمة توفر بيئات تعليم افتراضية تتيح إجراء محاضرات مباشرة، تقديم الواجب المنزلي وأوراق العمل عبر الإنترنت، وإجراء الاختبارات والمناقشات الجماعية عبر الشبكة العنكبوتية.
ومن بين أهم الفوائد التي جلبتها تكنولوجيا التعليم خلال فترة الوباء هي الوصول المتزايد للمواد الدراسية للمستخدمين الذين ربما لم يتمكنوا من ذلك سابقاً بسبب العقبات الجغرافية أو الظروف الصحية. كما أنها سمحت بتعديل أساليب التدريس لتلبية الاحتياجات المختلفة لكل طالب. بالإضافة إلى ذلك، فإن تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) لديها القدرة على توفير تجارب تعلم شخصية أكثر فعالية ومتابعة تقدم كل طالب بشكل فردي.
ومع ذلك، هناك أيضًا بعض التحديات المرتبطة بهذا الانتقال الجديد. أحد أكبر القضايا هو عدم المساواة الرقمية حيث قد يفتقر بعض الأفراد إلى المعدات اللازمة أو الاتصال بالإنترنت للاستفادة الكاملة من التعليم عبر الإنترنت. وبالتالي، تعمل الحكومات والجهات المعنية حاليًا على مضاعفة جهودها لتوسيع نطاق تغطية شبكات الإنترنت وتحسين الحصول عليها خاصة في المناطق الريفية والفقيرة.
بالإضافة لذلك، يُعتبر الجانب النفسي والثقافي مهمًا جدًا عند تنفيذ الحلول الرقمية الجديدة في البيئة الأكاديمية. قد يشعر البعض بعدم الراحة تجاه البيئة التعليمية الجديدة والتي تعتمد بدرجة أكبر بكثير على التفاعل الإلكتروني وليس المباشر. وهناك أيضاً مخاوف بشأن التأثير السلبي المحتمل لهذه الأدوات الحديثة على التركيز والإنتاجية لدى الشباب والشابات الصغار السنّ الذين يقضون وقت طويل أمام الشاشات بالفعل لأسباب أخرى متصلة بالمدرسة والترفيه والصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية وما شابه تلك الأمور الأخرى الهامة بالحياة اليومية لهم ولغيرهم كذلك ممن هم أصغر سنّاُ منهم حتى داخل المجتمع ذاته وخارجه أيضاَ .
وفي نهاية المطاف، يبدو واضحًا أنه رغم وجود عوائق عديدة، إلا أن تأثير تكنولوجيا التعليم في ظل جائحة COVID-19 لا يمكن تجاهله. فهو يساعد على مواجهة التحدي الكبير الذي فرضته حالة الطوارئ العالمية وهو الاستمرار في تلقي العلم والمعرفة ضمن حدود القانون العام للحفاظ علي سلامتهم وسلامتك الجميع بلا أي فرق طبقا لما جاء بالسنة والقانون الدولي لحقوق الإنسان والذي ينادي بحرية العقل للإنسان وليست حرية جسده فقط .