- صاحب المنشور: كمال الدين التواتي
ملخص النقاش:
في أعقاب الجائحة التي خلقتها فيروس كورونا، شهد العالم تحولات جذرية غير مسبوقة. هذه التحولات أثرت بشدة على الطريقة التي نعمل بها، مما أدى إلى ظهور "الواقع الجديد" للعمل. هذا الواقع يتميز بالمرونة والقدرة على البقاء مستقلًا عن الموقع الجغرافي أو البيئة المادية التقليدية لمكان العمل. يتطلب الأمر منا جميعا - سواء كانوا موظفين، مدراء, أصحاب أعمال, أو صناع القرار - فهم دقيق لهذه المتغيرات وتكييف استراتيجياتنا وفقا لذلك.
الأثر الأول: زيادة الاعتماد على العمل عن بعد
أصبحت تقنية الاتصال الحديثة مثل مؤتمرات الفيديو والتواصل الرقمي الأدوات الأساسية لأداء الأعمال اليومية. الشركات التي كانت ترفض فكرة العمل عن بعد قبل الوباء اضطرت لإعادة النظر في سياساتها. الآن، أصبح العمل من المنزل خياراً شائعاً ومقبولا حتى لقطاعات الصناعة التي اعتبرت سابقاً أنها تحتاج لحضور جسدي دائم للموظفين.
التأثير الثاني: تحديث المهارات اللازمة للتكنولوجيا الجديدة
مع انتشار البرمجيات والأجهزة الناشئة، باتت هناك حاجة متزايدة لتحديث مهارات القوى العاملة الحالية. يجب تعليم العاملين استخدام الأدوات الرقمية الجديدة بكفاءة وبثبات، بالإضافة إلى تدريبهم حول كيفية التعامل مع المواقف الاجتماعية والعاطفية المرتبطة بعزلة العمل المنزلي المحتملة.
الثالث: إعادة تعريف الثقافة المؤسسية
يُعتبر التواصل الفعال والثقة بين الأعضاء أمر حاسم أكثر من أي وقت مضى، خاصة عندما يعمل الفريق عبر مواقع مختلفة. يمكن تحقيق ذلك من خلال بناء ثقافة مؤسسية قوية مبنية على الثقة والشفافية والاحترام المشترك. تعتبر جلسات المناقشة المنتظمة والمشاركة الدورية في الأنشطة الترفيهية الإلكترونية جزءاً أساسياً منها أيضاً.
الرابع: التركيز على الصحة النفسية والجسدية للعاملين
العمل عن بعد ليس دائماً سهلاً نفسيا وجسدياً بسبب افتقاد بيئة العمل التقليدية والدعم الاجتماعي الذي توفره عادة. من الضروري خلق نظام دعم يشجع على رعاية صحتهم النفسية والجسدية، وكجزء منه تقديم خدمات الاستشارة المجانية، تشجيع الانشطة الرياضية ولو بصورة افتراضية وغيرها الكثير.
وفي النهاية، إن الانتقال نحو واقع عمل جديد يستدعي فهما عميقا لهذه التحولات واستعدادًا مرنًا وقادرًا على التكيف. ستكون تلك الشركات الأكثر قدرة على الاستجابة بسرعة وأفضل تصميمًا لاستخدام التكنولوجيا هي الأوفر حظًا لتحقيق نجاح مستدام تحت الظروف الحالية والمستقبلية.