- صاحب المنشور: مروة الدرقاوي
ملخص النقاش:
أصبح دور الذكاء الاصطناعي أكثر بروزاً في مختلف القطاعات، مما أثار تساؤلات حول تأثير هذه التكنولوجيا المتقدمة على مستقبل سوق العمل. فبينما يجلب الذكاء الاصطناعي كفاءات جديدة ومزايا غير مسبوقة، فإنه يشكل أيضاً تهديداً لبعض الوظائف التقليدية. هذا المقال يناقش بشكل تفصيلي كيف يمكن للذكاء الاصطناعي تعزيز بعض الأعمال وتغيير شكل أخرى تمامًا.
الفرص الجديدة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي
مع تطور تقنيات مثل التعلم الآلي والروبوتات، أصبح بإمكان الشركات تبني حلول ذكية لتحسين الكفاءة التشغيلية وخفض التكاليف. مثلاً، استخدام الروبوتات في التصنيع يُمكن المصانع من إنتاج كميات أكبر مع جودة أعلى وأخطاء أقل بكثير مقارنة بالعمالة البشرية. بالإضافة إلى ذلك، يتم تطبيق الذكاء الاصطناعي في مجال الخدمات المالية لتحديد الاحتيال والاستثمار أكثر دقة وكفاءة. حتى المجالات الإبداعية ليست بعيدة عن هذا النهج الجديد؛ حيث يستخدم فنار [1](https://www.bbc.com/arabic/vert-fut-49283636) برنامج Tensorflow الخاص بجوجل لإنشاء لوحات فنية مذهلة.
التحديات المحتملة للأعمال الحالية
على الرغم من الفوائد الواضحة، هناك مخاوف جدية بشأن فقدان الوظائف بسبب الروبوتات والبرمجيات المتقدمة. وفقاً لدراسة أجرتها ماكينزي & كومباني [2](https://www.mckinsey.com/business-functions/people-and-organizational-performance/our-insights/jobs-lost-jobs-gained), فإن نحو 800 مليون وظيفة عالمياً قد تتغير أو تختفي تماماً بحلول عام 2030 نتيجة لإدخال تكنولوجيات جديدة مثل البرمجة اللغوية العصبية واتخاذ القرار المدعوم برمز البيانات. وفي حين أنه لن يحدث كل ذلك دفعة واحدة, إلا أنها صورة تحذرنا بأن التحول الرقمي يتطلب إعادة دراسة شديدة لاستراتيجيات القوى العاملة المستقبلية.
الاستعداد للمستقبل: التدريب وإعادة التدريب
لتلبية متطلبات الاقتصاد الحديث, يتعين علينا النظر ليس فقط لما سيخسر ولكن أيضًا فيما سنكتسبه عبر نقل المهارات وبرامج إعادة التدريب. العديد من الدول تستثمر حاليًا في التعليم والتدريب المهني لمساعدة الأفراد على تطوير القدرات اللازمة للتكيف مع بيئة العمل الناجمة عن الثورة الصناعية الرابعة. ومن الأمثلة الواضحة لذلك برنامج "مهارات الغد" الذي أطلقته المملكة العربية السعودية والذي يهدف لبناء قاعدة بشرية مؤهلة قادرة على تولي الأدوار الرائدة في قطاعات مختلفة تحت الظروف المتغيرة للعصر الحالي .
باختصار, بينما يسعى الذكاء الاصطناعي إلى تغيير طريقة عملنا بطرق هائلة, فهو يوفر فرصًا كبيرة للإبداع والكفاءة إذا تم استخدامه بشكل صحيح. ومع ذلك, فهذا يعني أيضا ضرورة مواجهة الواقع والمضي قدمًا باستراتيجيات واضحة لإدارة عملية الانتقال نحو اقتصاد قائم أساساً على الاعتماد الكبير على الأتمتة والتقانة الحديثة.
[1] رابط مصدر الدراسة الأولى: https://www.bbc.com/arabic/vert-fut-49283636
[2] رابط مصدر الدراسة الثانية: https://www.mckinsey.com/business-functions/people-and-organizational-performance/our-insights/jobs-lost-jobs-gained