- صاحب المنشور: أماني بن عبد المالك
ملخص النقاش:
في العصر الرقمي الحالي الذي نعيش فيه، أصبحت التكنولوجيا جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية. فهي تقدم العديد من الفرص والخدمات التي سهلت علينا الكثير من الأمور، سواء فيما يتعلق بالعمل أو الترفيه أو التواصل الاجتماعي. ولكن، هل يمكن لهذه التكنولوجيا نفسها أن تؤثر سلباً على سلامتنا النفسية؟ هذا هو محور نقاشنا اليوم.
من جهة، توفر التكنولوجيا وسائل فعالة لمشاركة الخبرات والتواصل مع الآخرين بغض النظر عن المسافة الجغرافية. تطبيقات مثل Zoom وMicrosoft Teams جعلت العمل عن بعد أمراً ممكناً خلال جائحة كوفيد-19، مما أعطى الناس القدرة على الحفاظ على وظائفهم واستقرارهم الاقتصادي بينما كانوا آمنين في منازلهم. كما أنها سمحت للناس بالحصول على العلاج النفسي عبر الإنترنت، وهو أمر كان مفيداً للغاية خاصة للأشخاص الذين يعانون من القلق بشأن الذهاب إلى العيادة الشخصية. بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من التطبيقات والألعاب التي تعزز الصحة النفسية وتوفر تمارين الاسترخاء والإدارة الذاتية للمشاكل.
ومع ذلك، فإن الجانب السلبي للتكنولوجيا يكمن في قدرتها على زيادة مستويات الضغط والعزلة. الأجيال الشابة، خاصة، قد يصبح لديها مشكلة الاعتماد الزائد على الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر لدرجة تجعل العلاقات الاجتماعية في العالم الواقعي أقل أهمية. هذا النوع من الاعتماد المتزايد يمكن أن يؤدي إلى حالات مثل "إدمان الشاشة"، والذي ينجم عنه انقطاع النوم واضطراب الحالة المزاجية وانخفاض مستوى التركيز.
ثمة خطر آخر يتمثل في التعرض المحتمل للتحرش الإلكتروني عبر مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من المنصات عبر الإنترنت. هذه التجارب المؤذية لها تأثير كبير على الصحة النفسية وقد تتسبب بمجموعة متنوعة من الأعراض النفسية والجسدية.
في النهاية، الأمر يعود لنا جميعاً لإيجاد توازن بين فوائد ومخاطر التكنولوجيا. يجب تشجيع استخدام الأدوات الرقمية بطريقة صحية وغنية وغرس الوعي حول كيفية حماية نفسيتنا أثناء استمتاعنا بفوائد الثورة التقنية الحديثة.