- صاحب المنشور: يحيى بن يوسف
ملخص النقاش:أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية للعديد من الشباب حول العالم. هذه المنصات الرقمية توفر فرصاً هائلة للتواصل والتفاعل مع الآخرين، ولكنها قد تحمل أيضًا بعض التحديات التي يمكن أن تؤثر بشكل سلبي على صحتهم النفسية. إن الاستخدام المكثف لوسائل الإعلام الاجتماعية قد يساهم في زيادة الضغط والقلق والاكتئاب لدى الفئات العمرية الشابة.
الأبحاث الحديثة تشير إلى وجود علاقة بين الوقت الذي يقضيه الأفراد أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية وبين تراجع مستويات الرفاه النفسي. فمن ناحية، يوفر الانغماس المستمر بهذه الوسائط مصدرًا دائمًا للمعلومات والموارد الترفيهية؛ لكن من جهة أخرى، يمكن لهذه البيئة الرقمية الحافلة بالإعجابات والتعليقات والرسائل غير المتوقفة أن تخلق شعورًا بالانشغال الدائم وتداخل حدود الصمت الذاتي والخصوصية.
التأثيرات المحتملة
- زيادة القلق: وفق دراسة أجرتها جامعة بنسلفانيا عام 2021, وجدت ان هناك رابط قوي بين استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ومستويات عالية من القلق social anxiety disorder. حيث يشعر البعض بالتوتر بسبب رغبتهم الدائمة برؤية رد فعل الجمهور تجاه مشاركاتهم أو انتقادهم لها مما يؤدي بهم لفقد الثقة بالنفس والشعور بالحاجة الدائمة لإرضاء الآخرين عبر الإنترنت.
- اضطراب النوم: التعرض للإضاءة الزرقاء المنبعثة من الهواتف المحمولة والحواسيب قبل الخلود للنوم قد يعيق عملية الإنتاج الطبيعي للهرمون المعروف باسم "ميلاتونين"، المسؤولة عن تنظيم دورة نوم الشخص وعادتة بيولوجية بشكل طبيعي . وهذا الأمر يؤدي غالبًا لصعوبات بالأرق والإرهاق خلال النهار.
- تأثير سلبي على تقدير الذات: مقارنة الذات باستمرار بغيرها ممن لديهم حياة تبدو مثالية ومتكاملة بصرياً عبر الشبكة العنكبوتية قد تتسبب بحالة من الشعور بعدم الكفاءة وانخفاض ثقة الشخصية بالنفس لما تمتلكه بالفعل من مواهب وقدرات فريدة خاصة بها والتي ربما تجد تعبير عنها بمجالات مختلفة خارج نطاق العالم الرقمي كذلك!
- الإدمان الرقمي: أخيرا وليس آخرا ، تصنيف منظمة الصحة العالمية لمشكلة إدمان الشبكة كاضطراب نفسي جديد منذ العام الماضي يُشير للحقيقة المرعبة بشأن الاعتماد الزائد والاستخدام المدمر لتطبيقات الاتصال الجماعي مثل الفيس بوك وإنستغرام وغيرهما بكيف تأخد سيطرة دامغة على حياتنا اليومية بدون قصد ولا وعى!.
إن فهم التأثيرات المحتملة واستخدام هذه الأدوات بعلمٍ واتزان يصبح أمر حيوي حفاظاً علي سلامتنا العاطفية والعقلانية وصحة نفسيتنا عموما باعتبارها أحد أهم موارد حياتنـــــا الأساسية والتي تسطيع منح هناء وسعادة لكل أبنائنا سواء منهم مواليد هذا القرن الحديث ام السابق له !