• صاحب المنشور: يسري القيسي
  
  ملخص النقاش:
  

  تعتبر المدُنُ الذكيَّةُ فرصة كبيرة لتعزيز الكفاءة البيئيَّة والاقتصاديَّة والمجتمعيَّة. باستخدام تكنولوجيا البيانات الضخمة والحوسبة السحابية وأجهزة الاستشعار وإنترنت الأشياء، يمكن لهذه الحلول الرقمية تحسين الخدمات العامة وتقديم تجربة أفضل للسكان. إلا أن اعتماد هذه التقنيات يثير أيضا العديد من التحديات المتعلقة بالأمان والخصوصية.

الأمن السيبراني هو أحد أكبر المخاوف عند تطبيق تقنيات المدينة الذكية. مع زيادة عدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت ضمن بنى تحتية للمدينة الذكية، تزداد أيضًا فرص تعرض النظام للخطر المحتمل. الهجمات الإلكترونية مثل هجمات رفض الخدمة DDoS أو الاختراقات الأمنية يمكن أن تتسبب في تعطيل الخدمات الأساسية للحكومة المحلية ويؤدي إلى خسائر اقتصادية وخسارة ثقة الجمهور. ولذلك، فإن بناء نظام محكم للأمن السيبراني أمر ضروري لحماية البنية التحتية الحيوية لكل مدينة ذكية.

الخصوصية والأمان الشخصي

تتطلب المدن الذكية كميات هائلة من بيانات المستخدمين لتقييم وتحليل كيفية استخدامهم للخدمات المختلفة داخل المجتمع. بينما توفر هذه المعلومات فهمًا عميقًا للتفضيلات والسلوكيات البشرية مما يساعد على اتخاذ قرارات أكثر فعالية، فهي تشكل أيضًا مخاطر محتملة فيما يتعلق باحترام خصوصية الأفراد. إن الوصول غير المصرح به لهذه البيانات الشخصية قد يؤدي إلى سوء المعاملة والاستغلال وقد يعرض أفراد السكان لمواقف خطيرة.

للحفاظ على الخصوصية، ينبغي وضع سياسات صارمة وهياكل قانونية للحماية ضد التسربات غير القانونية للمعلومات. كما يُعد تشفير البيانات وإمكانية التحكم بها مفاتيح رئيسية أخرى لإدارة مخاوف المواطنين بشأن خصوصيتهم أثناء التعامل مع خدمات المدن الذكية.

البنية التحتية المستدامة

في حين تسعى المدن الذكية لتحقيق كفاءات بيئية واقتصادية عالية عبر تدابير رقمية، يجب مراعاة التأثير السلبي الذي قد يحدث نتيجة لذلك. تعتمد معظم حلول المدينة الذكية على الطاقة الكهربائية؛ وبالتالي فإن نقص موارد طاقة نظيفة ومستدامة قد يقوض هدف هذه المشاريع الخضراء الأصلي. بالإضافة إلى ذلك، هناك اعتبار آخر وهو عمر وحدات التشغيل الطويل نسبيًا مقارنة ببقية العمر الزمني للهيكل العام للمدن، والذي عادة ما يكون قصيرا بالنسبة لبناء المباني والمرافق الأخرى.

لتحقيق تقدم مستدام حقاً، فإنه من الواجب العمل على دمج عمليات إعادة التدوير والإعادة البيعية لأنظمة المدينة الذكية القديمة واستبدالها بأخرى جديدة ذات تأثير أقل على البيئة وصديقة للموارد الطبيعية المحلية. ومن خلال القيام بذلك، سنضمن استمرارية الإنجازات المعلنة بأنظمة مدننا الحديثة وتأصيلها في نهج أعمال مدني يشجع فعلاً على الاستدامة الشاملة اجتماعياً وعلمياً واقتصادياً.