• صاحب المنشور: كنعان القروي
  
  ملخص النقاش:
  لقد أحدثت تقنيات الذكاء الاصطناعي ثورة هائلة في العديد من المجالات، ومن بينها قطاع التعليم. فرغم كون هذا التحول مفيدًا بطرق عديدة، إلا أنه يأتي مصحوبًا بعدد من التحديات أيضًا. يُسهم الذكاء الاصطناعي في تعزيز العملية التعليمية عبر توفير أدوات تفاعلية ودعم شخصي للطلاب؛ حيث يمكن لبرمجيات التعلم الآلي تحليل الأنماط الفردية وتقديم خطط دراسية مخصصة لكل طالب حسب قدراته وقدراته المعرفية الخاصة به. كما يستطيع الذكاء الاصطناعي تصحيح الاختبارات بسرعة أكبر بكثير مقارنة بالأساليب التقليدية، الأمر الذي يوفر الوقت للمدرسين ويسمح لهم بإعادة التركيز نحو جوانب أكثر أهمية مثل الدعم الأكاديمي الشخصي والإرشاد المهني.

إلا أنه يوجد جانب مظلم لهذا الابتكار أيضاً. فمن ناحية أخرى، هناك مخاوف بشأن فقدان الوظائف البشرية في القطاع التعليمي نتيجة الاعتماد المتزايد على الروبوتات والذكاء الصناعي. بالإضافة إلى ذلك، يناقش البعض حول مسألة العدالة الاجتماعية المرتبطة بالتفاوت الرقمي المحتمل، والذي يشمل الوصول غير المتساوي لهذه التكنولوجيا الحديثة والمحتوى القائم عليها بين مختلف المجتمعات المحرومة أو ذات الدخل المنخفض.

على سبيل المثال، قد يؤدي استخدام اختبارات الكمبيوتر المدعومة بتكنولوجيات الذكاء الاصطناعي إلى زيادة عدم المساواة بسبب محدودية قدرتها الحالية على فهم السياقات الثقافية والحساسيات الإنسانية التي تلعب دوراً رئيسياً فيما يتعلق بفهم بعض المفاهيم والمعاني الخفية داخل اللغة. وبالتالي فإن اعتماد هذه الأدوات بكثافة كبيرة قبل معالجتها لمثل هكذا مشكلات سيؤدي بلا شك لإقصاء شرائح سكانية بأكملها من الحصول على فرص عادلة في مجال التعليم العالي وبناء مسارات وظيفية ناجحة مستقبلاً.

وفي النهاية، يبدو واضحاً بأن تأثير الذكاء الاصطناعي على نظام التعليم هو تأثير واسع النطاق ومضطرب وغير مؤكد تمامًا حاليًا. وعلى الرغم من وجود احتمالات عظيمة للتطور الإيجابي، فإنه يتطلب نظرة نقدية وفاحصة لتحديد نقاط قوته وضعفه ضمن سياقه الواسع بعناية شديدة كي يتم تحقيق الاستفادة القصوى منه وتحقيق هدف إحداث تغيير حقيقي للأفضل في عالم التربية والتعليم العالمي.