• صاحب المنشور: عبد الواحد البوزيدي
  
  ملخص النقاش:
  في عالم اليوم المتصل رقمياً، تشكل وسائل الإعلام الجديدة تحديات هائلة أمام الفهم التقليدي لدور الصحافة والمجتمع. هذه الوسائل، التي تتضمن الشبكات الاجتماعية والتطبيقات الإخبارية عبر الجوال والوسائط المرئية الأخرى، أثرت بشكل جذري في كيفية تلقينا للأخبار وتشكيل آرائنا السياسية. إنها ليست مجرد مراجع للإعلام بل أصبحت جزءاً أساسياً منه.

من ناحية، توفر وسائل الإعلام الحديثة فرصاً غير مسبوقة للمشاركة الشعبية والتعبير الحر. يمكن لأي شخص الآن نشر الأخبار ومناقشة القضايا السياسية مباشرة مع ملايين الآخرين حول العالم. هذا يعزز المشاركة المدنية ويفتح المجال للحوار الحقيقي بين الناس من خلفيات مختلفة. لكنها أيضاً تعني أنه يمكن للرأي الواحد أو التحيز الواحد أن يتضخم بسرعة بسبب الطبيعة الفيروسية لبعض المنصات الإلكترونية.

بالإضافة إلى ذلك، هناك التحدي الكبير الذي يمثله عدم القدرة على التحقق الدقيق من المعلومات. حيث أصبح بإمكان أي فرد نشر أي خبر مهما كان مضمونه صحيحًا أم كاذبًا. وهذا قد يؤثر بشدة على الرأي العام بطريقة غير دقيقة وغير عادلة. بالإضافة إلى وجود "الأخبار الكاذبة" - وهي أخبار مفبركة يتم استخدامها لإحداث الفوضى وتحريف الحقائق لصالح أجندة سياسية خاصة.

التأثير السلبي المحتمل

يمكن لهذه الظاهرة أن تؤثر سلباً على العملية الديمقراطية نفسها. فإذا لم يكن الجمهور مدرب جيدًا على تمييز الخبر الصحيح من الخاطئ، فقد تصبح عملية صنع القرار أكثر تعقيداً وأقل دقة مما ينبغي. كما أنها تعيق قدرة السياسيين على التواصل الفعال مع الناخبين لأن الرسالة قد تضيع وسط الكثير من الضوضاء الرقمية.

على سبيل المثال، خلال الحملات الانتخابية العالمية الأخيرة، لاحظنا كيف استغل بعض الأشخاص هذه الأدوات للتلاعب بالجمهور واستغلال نقاط الضعف لديهم لتحقيق مصالح شخصية أو جماعية بعيدة كل البعد عن المصالح العامة للدولة.

دور الحكومات والشركات الإعلامية

لذلك، فإن دور الحكومة وشركات الإعلام كبير جدًا هنا. يجب عليهم العمل سويا لتثقيف المواطنين حول how to identify reliable sources and verify information before sharing it with others, especially on social media platforms where misinformation can spread rapidly.

معظم شركات التواصل الاجتماعي بدأت بالفعل في تطبيق سياساتها الخاصة لمنع انتشار الأخبار المضللة ولكن الأمر ليس سهلا بالنظر لكمية البيانات التي يتم إنتاجها يوميا عبر الانترنت.

خاتمة

وبالتالي، بينما يمكن لوسائل الاعلام الجديد ان تكون اداة قوية للتنوير والثورة المجتمعية العادل ، إلا أنها تحتاج أيضا الي تنظيم ذكي وقوي حتى تحقق اهدافها كاملة بدون خسائر جانبية كبيرة . إن التنقل الآمن والسليم داخل الطرق المعقدة لهذا البحر الرقمي يتطلب فهماً متعمقا لعلم النفس البشري الحديث واتجاهات الذكاء الاصطناعي المستقبلي وكيف ستغير حياتنا جميعا مستقبلاً