- صاحب المنشور: عبد الإله المنصوري
ملخص النقاش:
في العصر الرقمي الحالي، باتت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية. رغم الفوائد العديدة التي توفرها هذه الأدوات التكنولوجية مثل سهولة الاتصال والتواصل العالمي، إلا أنها قد تحمل معها بعض الآثار الجانبية الضارة خاصة فيما يتعلق بالعلاقات الأسرية. الدراسات الحديثة تشير إلى وجود علاقة عكسية بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وترابط الأسرة وتفاعلها.
الوقت الذي يقضيه أفراد الأسرة أمام شاشات هواتفهم الذكية أو الحواسب المكتبية قد يؤثر سلبًا على جودة الوقت المشترك والنقاشات المفتوحة داخل المنزل. حيث يمكن أن يصبح الانشغال بالشبكة العنكبوتية سببًا رئيسيًا للتشتيت وعدم التركيز خلال اللقاءات الأسرية مما يؤدي إلى تباعد الروابط الاجتماعية والعاطفية بين الأعضاء.
رصد التأثيرات
من أهم رصد لهذه التأثيرات نجد زيادة معدلات الشعور بالإجهاد النفسي لدى الأطفال والمراهقين نتيجة التعرض المستمر للإعلانات والبرامج المصممة خصيصًا لجذب الانتباه والحفاظ عليه لفترة طويلة قدر الإمكان. بالإضافة إلى ذلك، فإن فترات النوم المضطربة -والنقص فيه أيضًا- بسبب الاستخدام المتكرر للهواتف المحمولة قبل موعد النوم تساهم بشكل مباشر في تقليل القدرة على التركيز وخفض مستوى الطاقة اللازمة للمشاركة الفعالة في المناسبات الأسرية المختلفة.
كما ذكرت إحدى الدراسات الأكاديمية أنه عندما ينشغل أحد الوالدين باستخدام الإنترنت أثناء وقت الغذاء مثلاً، فإن هذا التصرف يعزز الجمود ويقلل فرص إجراء محادثات صحية ومثمرة مع بقية أفراد العائلة حول يومياتهما وأحداثهن الخاصة والأمور العامة الأخرى ذات الصلة. وهذا يمكن أن يساهم بطرق غير مباشرة في تراجع كفاءة عملية التربية وتعزيز القيم الأخلاقية للجيل الجديد ضمن البيئة المنشودة وهي بيئة البيت الدافئ الموحد الرابط اجتماعيًا وعاطفيًا.
وفي المقابل، هناك جانب آخر يستحق النظر وهو مدى تأثير الإعلام الإلكتروني بشكل عام على الصحة النفسية لأبناء المجتمع المسلم عموماً وكيف يمكن ترشيد استخدامه لتتماشى مواصفاته مع تعاليم الدين الإسلامي بما يحقق توازن حياة أكثر صلاح وصحة لسائر الأفراد تحت سقف واحد سواء كانوا صغيرين أم كبار السن.