- صاحب المنشور: لطفي بن لمو
ملخص النقاش:يعد الإسلام دينًا شاملًا يقدم مجموعة متكاملة من التعاليم والأحكام التي تغطي مختلف جوانب الحياة الإنسانية. إن دور الدين في تشكيل القيم الأخلاقية والاجتماعية أمر حيوي وفريد في المجتمع المسلم.
القيم الأخلاقية
تعتبر القيم الأخلاقية جزءًا أساسياً من العقيدة الإسلامية، حيث تُشَكِّل هويّة الفرد وسلوكه اليومي. تؤكد الشريعة الإسلامية على أهمية الصدق، الأمانة، الرحمة، والعفو ضمن العديد من الصفات الأخرى التي تحث عليها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة:
- الصدق: يُعتبر الصدق فضيلة مهمة ويُشدّد عليه في عدة آيات قرآنية مثل "وَلَا تَمْنَعُوا فَيْئَكُمْ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ" [التوبة:60].
- الأمانة: يتم التأكيد أيضًا على الأمانة بأنها إحدى ركائز الإيمان الحقيقي كما جاء في الحديث القدسي: «إِنَّ اللَّهَ قَدْ افْتَرَضَ عَلَيْكُمْ حَقًّا...» إلى قوله تعالى: «فَإِيَّاكُمْ وَالْمُنَافِقَينَ...».
- الرحمة: تعتبر الرحمة خلقاً جليلاً ومطلباً دنيوياً وروحيّاً وفقاً لقول الله عز وجل:"وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" بالإضافة للنصائح المتكررة حول ضرورة بر الوالدين وصلة الأرحام وغير ذلك مما يحقق الشعور بالمحبة والمودة بين الناس.
- العفو والتسامح: يشجع الإسلام الأفراد على المغفرة وعفو الآخرين عنه حتى لو كانوا ظالمين لهم كجزء من العدل الاجتماعي المستدام الذي يدعو إليه الإسلام.
القيم الاجتماعية
بالإضافة للقيم الأخلاقية فإن الإسلام يركز بشدة على بناء مجتمع متماسك قائم على القيم الاجتماعية التالية:
- الإيثار والكرم: يسعى المسلم لتحقيق رفاهية الجماعة عبر مساعدة الفقراء وكبار السن وأصحاب الاحتياجات الخاصة.
- العلاقات الأسرية: يعطي الإسلام الأولوية للحفاظ على العلاقات الأسرية وزواج الشباب مبكراً لحكمة اجتماعية تتعلق بحماية النفس وتكوين بيئة مطمئنة للأجيال الجديدة والتي تتمثل بالأجر والثواب الكامل عند القيام بها بإخلاص.
- حقوق الأطفال والشباب: يهتم الدين بالحفاظ على حقوق الطفولة وشغل وقت فراغهم بما يفيدهم مستقبلا سواء دراسيا أم أخلاقيا وكذلك الاعتناء بصحة شباب الوطن وصحتهم البدنية والنفسية لدعم تقدم البلاد نحو الأمام.
- دور المرأة والمجتمع المدني: يؤكد الاسلام قدرة المرأة وحضورها الفاعل داخل الأسرة وخارج منزلها بشرط احترام مكانته الطبيعي لها كمربية لأطفال الغد ثم انتدابه للعمل العام المكتسب مادامت قادرة ذاتيًا واجتماعيًا بعيدا عن أي مضايقات غير أخلاقيه قد تصدر ممن هم أقل منها علمًا أو خبرة عملية.