يتمحور النمو السكاني حول عدة عوامل أساسية تنقسم غالباً إلى فئتين رئيسيتين هما العوامل البيولوجية والعوامل الاجتماعية الاقتصادية. أولاً، يتم تحديد معدل الخصوبة ووفاة الأطفال بشكل كبير بمعدلات الوفيات والخلف بين الأفراد. في المناطق التي تعاني من سوء الرعاية الصحية ومحدودية الخبرة الطبية، يمكن لهذه العوامل أن تؤدي إلى ارتفاع معدلات الوفاة وانخفاض معدلات الولادة مما يؤثر سلباً على النمو السكاني. أما بالنسبة للنمو الطبيعي للسكان وهو الفرق بين الولادات والموتات خلال فترة زمنية محددة، فهو يرتبط مباشرة بالمستوى العام للمعيشة والصحة العامة للأمة.
بالإضافة لذلك، تلعب العوامل الاجتماعية الاقتصادية دوراً حاسماً في تنظيم وتنبؤ اتجاه النمو السكاني. تشمل هذه العوامل مستويات التعليم والمعرفة المتاحة لدى المجتمعات، والتي تؤثر بدورها على خيارات الأسر فيما يتعلق بعدد الأطفال الذين يرغبون بإنجابهم. كذلك فإن الوصول إلى وسائل منع الحمل والتخطيط العائلي يلعبان أيضاً دور حيوي في التحكم في معدلات الانتشار السكاني. كما أن الظروف الاقتصادية مثل توفر فرص العمل والأجور والحماية الاجتماعية لها تأثير ملحوظ حيث قد يدفع الفقر والعزلة الناس لإنتاج المزيد من الأطفال كوسيلة للتأمين الاجتماعي أو القوة العمالية المستقبلية.
وفي النهاية، يعد التركيب العمراني للمجتمع عاملاً مؤثراً آخر بالنظر إلى أنه يؤثر بشكل مباشر على معدل إجمالي الخصوبة والسلوك الاستهلاكي لسكان المنطقة. جميع هذه العناصر مجتمعة تخلق صورة شاملة ومتداخلة لمعرفة كيف ولماذا ينمو السكان بطرق مختلفة عبر الزمان والمكان.
