تعتبر وسائل المواصلات العامة المحورية جزءاً أساسياً من البنية التحتية لأي دولة عصرية، وتعكس مدى تقدمها ونجاحها. وفي سياق الدول العربية، برزت عدة دول كرائدة في تنفيذ مشاريع نقل عام واسعة ومبتكرة تشكل نواة لحياة حضرية أكثر فاعلية وكفاءة. لنستعرض بعض هذه البلدان وكيف عززت قطاعاتها العاملة نظام "الميترو"، المعروف أيضاً بنظام النقل السريع تحت الأرض.

أولاً، تتبوأ مصر المركز الأول عربياً ضمن هذا المجال بإطلاق مشروع مترو الأنفاق بالقاهرة منذ الثمانينات. فقد شهد مستخدموها زيادة كبيرة خلال العقود التالية لتلبية الطلب المتزايد للمواطنين والشركات على وسائل انتقال فعالة وخالية من الازدحام. وفي السنوات الأخيرة، تم توسيع الشبكة بشكل كبير تضمن خطوط جديدة مثل الخط الثالث والرابع مما رفع القدرة الاستيعابية للنظام إلى ما يقارب مليون راكب يومياً.

ثانياً، الرياض بالمملكة العربية السعودية هي الأخرى تعطي دفعة قوية لقطاع النقل عبر إنشاء واحداً من أهم وأحدث الأنظمة المغذية والتي تعتمد عليها العاصمة. يضم منظومة النقل بالرياض ثلاثة خطوط رئيسية ومتصلة تؤدي لجميع مناطق المدينة الرئيسية لتحسين حركة التنقل اليومي للسكان والموظفين العاملين هناك. كما أنها مجهزة بخدمات حديثة تلبي احتياجات ذوي الاحتياجات الخاصة وتوفر تجربة ركوب مريحة وآمنة لكافة المستخدمين.

بالإضافة لذلك، تسعى كلٌّ من الإمارات والبحرين والإمارات الشقيقة لدفع عجلة تطوير خدمات القطارات داخل حدودهما الوطنية أيضًا. إذ أصبحت دبي وجهة عالمية للأعمال والسفر بفضل امتلاكها واحدٍ مميزٍ لأنظمة النقل يسمى سكاي درايف (SkyDive)، بالإضافة لطرح باقي المدن الخليجية لمشاريع مشابهة كالخط الأحمر للبحريني ونظام ترام أبوظبي وغيرها الكثير. وهكذا تعمل الدول الأعضاء بدول مجلس التعاون الخليجي جنباً إلى جنب نحو تحقيق رؤيتها المستقبلية الموحدة للإسراع بتحديث شاملة الخدمات العامة بما فيها مجالات المواصِلات الجماعية الآمنة والسريعة. وبالتالي فإن جهود نشر واستخدام تقنيات القطار الحديث أصبح واقعًا حيّا يستحق التأمل والتقدير لكل بلد عربي شاركت فيه بسخاء وطموح للتقدم المشترك بين جميع الشعوب المتحضرة حول العالم الواسع!