تتواجد في الأردن مجموعة رائعة ومتنوعة من المحميات الطبيعية التي تحتضن ثرواتها البيئية الفريدة والمتميزة، مما يجعلها وجهة سياحية مهمة للباحثين عن الهدوء والاسترخاء وسط جمال الطبيعة الخلاب. سنستعرض هنا بعضاً من أهم وأشهر هذه المحميات والتي تعكس تنوع بيولوجي غني وتراث طبيعي أصيل.
- محمية ضانا: تُعد واحدة من أقدم المناطق المحمية في الأردن وتضم مساحات واسعة من الغابات الشجرية والنباتات العالية القيمة طبياً بالإضافة إلى الحياة البرية النادرة مثل ذئب الروبل وقط الزباد الكبير. تعتبر أيضاً موطن لمجموعة متنوعة من الطيور بما فيها الصقر الجوال والصقور الأخرى ذات الرأس الأحمر والأبيض.
- محمية عجلون: ترتفع فوق سطح البحر بنحو ١٠٠٠ متر تقريباً وهي موطن لعدد كبير من النباتات النادرة والشجيرات العالية والقمح البري وكذلك الأنواع المختلفة من الحشرات والفراشات الملونة الرائعة. تضم كذلك مستعمرات كبيرة لعائلات الدبابير والحمام الأخضر الأوروبي والعصافير المغردة الجميلة.
- محمية وادي رم: تشتهر بشواهدها التاريخية القديمة ومنحدراتها الحمراء المهيبة وجبالها الصخرية الجرانيتية المنبسطة والتي تحولت عبر ملايين السنين بسبب تأثيرات الرياح والماء لتظهر لنا مشهداً بديعاً يشبه لوحة فنية فائقة الجمال. يمكن للمتنزهين الاستمتاع بتجارب المشي لمسافات طويلة واستكشاف الكهوف والمعابر الطبيعية خلال رحلات الغروب المثيرة هناك.
- محمية عيون موسى: تعرض هذه المحمية الخصائص المذهلة لنظام المياه تحت الأرض فيما يعرف باسم "عين دبة"، وهو نظام مياه أساسي يغذي العديد من المجتمعات المحلية ويعتبر مصدراً حيوياً لأهل المنطقة والسياح الذين يستمتعون بحمامات سباحة طبيعيه مائية باردة ومياه شلالات جميلة تتراقص بين الأشجار وعلى الجدران الصخرية المحيطة بها.
- محمية غابات السلط: تتميز بكثافة غاباتها وأجوائها المطيرة معظم أيام العام. توفر فرصة فريدة لرؤية أنواع عديدة من الحيوانات والحشرات والنباتات الأصلية للأردن، كما أنها مكان هادئ للاستراحة والتأمّل ضمن أحضان الطبيعة الهادئة والخضراء. بجانب ذلك فإن الموقع يحتضن الآثار الرومانية القديمـة وآثار أخرى تعود للعصور الإسلامية الأولى مما يشكل إضافة ثقافية مميزة لكل زائر لها.
هذه فقط أمثلة قليلة لما تقدمه الأراضي الأردنية المباركة من كنوز طبيعية تستحق الاحترام والدراسة وحمايتها للأجيال القادمة. إن الزيارات لهذه المواقع غالباً ما تكون تجربة مُلهِمة تضيف بصمة جمالية جديدة لدى كل متذوق لحسن صنع الله عز وجل وعظم خلقه وبراعته في خلق الكون بكل تفاصيله الصغيرة والكبيرة بشكل رائع وفريد للغاية.