• صاحب المنشور: شروق التونسي
  
  ملخص النقاش:
  

يتطور دور الذكاء الاصطناعي (AI) بسرعة في مختلف الصناعات، بما في ذلك الرعاية الصحية. هذا التقدم يُحدث ثورة في الطريقة التي نتعامل بها مع الأمراض والوقاية منها، ويستطيع توفير فرص هائلة لتحسين نتائج المرضى وتبسيط العمليات داخل النظام الصحي. ولكن كما هو الحال مع أي تقنية جديدة، يأتي معه مجموعة من التحديات الأخلاقية والقانونية والفنية التي تحتاج إلى المعالجة. سنناقش هنا أهم مجالات استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الصحة العامة وأبرز التحديات المرتبطة به.

التطبيقات الرئيسية للذكاء الاصطناعي في الصحة العامة

1. تشخيص الأمراض: تُستخدم خوارزميات التعلم الآلي لتحديد الأنماط في بيانات السكان الكبيرة، مما يساعد في تحليل الأعراض والمخاطر الصحية بسرعة ودقة أكبر بكثير مقارنة بالفحوص البشرية التقليدية. فعلى سبيل المثال، يمكن لبرنامج تشخيص السرطان المدعوم بالذكاء الاصطناعي تحليل الصور التشخيصية مثل الأشعة السينية أو التصوير المقطعي المحوسب بشكل أسرع وبمعدل دقة أعلى مقارنة بالأطباء البشريين.
   
2. إدارة الرعاية الشخصية: يستخدم الذكاء الاصطناعي أيضًا لإدارة البيانات الصحية للمريض شخصيًا، سواء كانت هذه البيانات تتعلق بأدوية محددة أو بروتوكولات علاج خاصة بالمريض. يمكن لهذه الأدوات تقديم توصيات شخصية ومراقبة سلامة العلاج بناءً على تاريخ المريض الطبي الحالي والماضي.
   
3. البحث الدوائي: يساهم الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في اختصار عملية البحث عن أدوية جديدة. تستطيع الخوارزميات التعلم من كميات كبيرة من المعلومات الجزيئية والبيانات البيولوجية، مما يقلل الوقت والجهد اللازمان عادة لفهم كيفية عمل العقاقير الجديدة وكيف ستؤثر على الجسم البشري.
   
4. الصحة الوقائية: يتم تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي لمنع انتشار الأمراض المعدية عبر مراقبة وتحليل الاتجاهات وانتشار الأمراض عبر الإنترنت. كما يمكن استخدامها لمراقبة الحالة الصحية للأفراد الأقرب للمرض ومن ثم حصر المخاطر قبل حدوث تفشي واسع الانتشار.
   

التحديات المتعلقة باستخدام الذكاء الاصطناعي في الصحة العامة

الثقة والمعايير الأخلاقية:

* الشفافية: أحد أكبر القلقات بشأن الاعتماد الكبير على الذكاء الاصطناعي هي مدى شفافيتها فيما يتعلق بكيفية صنع القرار. قد تكون القرارات التي يقوم بها نظام ذكي غير واضحة تمامًا بالنسبة للعاملين البشريين الذين سيعتمدون عليها.

* الأمان والأمان: هناك مخاوف حول احتمال تعرض بيانات المرضى الخاصة للهجمات الإلكترونية وعدم القدرة على التحكم بالحسابات الغير مسبوقة للإجراءات المقترحة بواسطة الذكاء الاصطناعي والتي ربما تؤدي إلى ضرر جسيم للمرضى.

السياسات القانونية وهياكل التسليم:

* القوانين الناظمة: بينما تعمل العديد من الدول على تطوير نماذج تنظيمية للاستخدام الصحي للذكاء الاصطناعي، فإن التنفيذ الفعلي لها سيكون له تأثير مباشر على اعتماد واستخدام هذه التقنيات.

* تمويل التطبيق والإمكانية الوصول: تكلفة إدراج حلول مبتكرة مدعومة بتقنية الذكاء الاصطناعي ستكون إحدى العوامل الأساسية المؤثرة على قدرة البلدان والشركات المختلفة للحصول والاستخدام المثمر لهذا النوع الجديد من الخدمات الصحية المتخصصة.