يعتبر الغاز الطبيعي أحد أهم مصادر الطاقة المتجددة والمستدامة التي تلعب دوراً حاسماً في تطوير اقتصاديات العديد من الدول حول العالم. وفي المنطقة العربية، هناك عدة دول تتميز بإنتاجها الكبير للغاز الطبيعي مما يؤثر بشكل كبير على استقرارها السياسي والاقتصادي. ويشكل هذا المقال تحليلاً شاملاً للدول العربية الرئيسية المنتجة للغاز الطبيعي وكيف أثرت هذه الإنتاجات على مستواها المعيشي ومكانتها الدولية.
أولاً، تأتي قطر في مقدمة قائمة البلدان العربية لإنتاج الغاز الطبيعي نظراً لما تمتلكه من احتياطيات كبيرة تحت الأرض. تعدّ الشركة الوطنية للنفط والغاز "قطر غاز" واحدة من كبرى الشركات العالمية العاملة في مجال إنتاج وتصدير الغاز المسال. وقد ساهم نجاح القطاع النفطي والغازي في رفع مستوى معيشة المواطنين وتحقيق تقدم ملحوظ في مجالات البنية التحتية والصحة والتعليم. كما تعززت مكانة قطر عالمياً نتيجة لتوريداتها الضخمة من الوقود الأحفوري إلى أسواق مختلفة مثل أوروبا وآسيا.
وفي المرتبة الثانية يأتي العراق باعتباره واحداً من أغنى الدول بالثروة الطاقية خاصةً فيما يتعلق بخاماته النفطية والغازية أيضاً. رغم تحديات الأوضاع الأمنية التي مر بها البلد خلال العقود الأخيرة، إلا أنه يمتلك إمكانات هائلة غير مستغلة حالياً لمنظومته الصناعية والعمرانية إذا ما تم إدارة ثرواته بطرق فعّالة وإيجاد بيئة مواتية للاستثمار المحلي والدولي. بالإضافة إلى العراق، يوجد مصر والتي شهدت زيادة كبير نسبتها 17٪ في إنتاج الغاز بحلول عام ٢٠٢٠ مقارنة بالسنة الماضية وذلك بسبب اكتشاف حقول جديدة والاستثمارات الواعدة للمشاريع المشتركة مع شركاء أجانب ضمن منظومة شرق البحر المتوسط للغاز الطبيعي المسال.
ومن بين العوامل الأخرى المؤثرة على نشاط قطاع الغاز العربي، نذكر المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة اللتان تساهمان بجهد مشترك لتحقيق هدف طموح يتمثل بتنمية وتقييم موارد الغاز بمختلف أشكالها سواء كان ذالك عبر استخدام تقنيات التحويل الحديثة أو تنمية الاحتياطيات الجوفية الحالية. ويتضح تأثير كل من هذه الخطوات الاستراتيجية عندما ننظر إلى البيانات الرسمية التي تشير إلى بلوغ صادرات أبو ظبي اليوم أكثر من مليوني برميل مكافئ يوميًا لمنتج واحد وهو المكثفات بينما تقوم الرياض وفروعها المختلفة باستحداث طرق مبتكرة لاستخراج وانتاج المزيد منه لمواجهة الزيادة التدريجية في الطلب العالمي عليه.
وبهذا فإن أهمية دور الدول العربية الرئيسيه المنتجه للغاذكر يمكن قراءته بوضوح عبر النتائج الآسره للتطور الاجتماعي والثقفى والتخطيط العمرانى والمعرفي المستقبلى والذي يعكس امكانيات الثروه الهائلة الموجودة لديها ولكن فقط اذا كانت هنالك قدرة علي ادارة تلك الثروات بكفاءة عالية واستخدامها بشكل مدروس وفق الخطط طويلة المدى لتحسين الظروف العامة داخليا وخارجيا .