صومعة الكتبية، المعروفة أيضا بمسجد الكتبية في مدينة مراكش بالمغرب، تعد من الأعمال الفنية الهندسية الرائعة التي تعكس ثراء الثقافة الإسلامية. بنيت هذه الهيئة الدينية الهامة باستخدام مجموعة متنوعة من المواد، مما يعطيها طابعاً فريداً.
أولاً، قام مهندسو ذلك الوقت باستعمال الحجارة والطوب كمواد أساسيه. الأحجار الرملية كانت تستخدم بشكل خاص في جدران المبنى الخارجيين المتجهة نحو الجنوب، الشرق، والغرب. أما بالنسبة للجدار الشمالي فقد رُسخ فوق جدران قلعة المرابطون. بالإضافة لذلك، لعب الخشب دورا مهماً في البناء حيث ساهم في تصميمات وأنماط معينة داخل المبنى.
أما فيما يتعلق بالتزيينات الداخلية والخارجية، فإن بلاط السيراميك ذو اللون الأخضر قد استُخدِم لإضافة جمال بصري للمئذنة. كما زٌيّنت المنحوتات الزخرفية لأطراف الأقواس بالحجر الرملي. الجزء الداخلي للمسجد، بما في ذلك العمودون والقاعات المحراب وجدار القبلة، صنعوا بشكل أساسي من الطوب.
تميز تصميم صومعة الكتبية بمئذنة عالية تصل ارتفاعها حتى 77 متر وعرض جانبي يصل إلى 13 متر. ولعبت هذه المئذنة دور مركز إيماني ليس فقط عند المسلمين في مراكش ولكن أيضا في الإمبراطورية الموحدية الواسعة والتي امتدت عبر اسبانيا وغرب المغرب.
بالعودة إلى التاريخ، بدأ بناء صومعة الكتبية تحت حكم الحاكم الموحد عبد المؤمن في القرن الثاني عشر. وقد أكمل المسجد الأول سنة ١١٥٧ ميلادية ثم شرع مباشرة في بناء نسخة أخرى منه بعد عام واحد فقط واستمرت أعمال البناءحتى العام ١١٦٢ميلادي، دون توضيحات واضحة حول سبب تكرار العمل نفسه مرة أخرى في نفس الموقع وفي مدة قصيرة نسبياً.
قدمت العديد من الفرضيات تفسيرات مختلفة لهذه الظاهرة منها تصحيح خطأ اتجاه القبلة لكن ثبت لاحقا بأن اتجاه القبلة في المسجد الثاني أكثر غلطا منه سابقه, البعض الآخر اقترح توسيع رقعة المكان لتحمل زيادة السكان, وهناك نظرية تستند لرغبته الشخصية بإظهار قدرته كمبني بارز ومبدع.