نبذة عن بحر الرمال العظيم: جوهرة صحراوية فريدة من نوعها

التعليقات · 0 مشاهدات

يعد "بحر الرمال العظيم" أحد أكثر المناظر الطبيعية غموضًا وإثارة في العالم العربي. هذا البرزخ الرملية الواسع والمذهل هو عبارة عن لوحة شاسعة من الألوان

يعد "بحر الرمال العظيم" أحد أكثر المناظر الطبيعية غموضًا وإثارة في العالم العربي. هذا البرزخ الرملية الواسع والمذهل هو عبارة عن لوحة شاسعة من الألوان الترابية تمتد عبر حدود مصر وليبيا، محاطة بسلسلة طويلة من الكثبان الرملية. وعلى الرغم من لقبه المخيف والذي يشير إلى خطره, إلا إنه أيضًا وجهة جذابة للسياح المغامرين الذين يسعون لاستكشاف جماله الخلاب وممارسة الرياضات المثيرة مثل التزلج على الرمال.

الأصل والتكوين:

يعود اسم "بحر الرمال العظيم" جزئيًا إلى تراكم الطبقات العديدة من الرمل المتحرك نتيجة لتقلبات المناخ الضارية طوال تاريخ الأرض القديم. تحت سطح هذه الخزانة الرملية يكمن مصدر غني بالموارد المائية - طبقة كبيرة من خزانات المياه الجوفية التي شكلها تدفق أمطار الماضي البعيد. إن مزيج الحركات الدوامية المستمرة للرمال - مشابه لحركة الأمواج - جنبا إلى جانب مع سهولة غرق المركبات والحياة البشرية داخلها، قد أدى حرفيًا إلى كارثة العديد من القوات القديمة بما فيها القوات الفارسية لجيش قمبيز الثاني عام 525 قبل الميلاد.

خصائص المكان وجغرافيته:

تمتد رقعة بحر الرمال العظيم الهائلة لما يقاربَ ٧٢ ألف كيلومتر مربع؛ وهي تمثل نحو عشرة بالمائة كاملة من المساحة الإجمالية للصحراء الغربية المصرية وحدها! ترتفع الكثبان هنا فوق مستوى سطح البحر بنحو ١٠٠ متر، ويتألف مشهد المنظور العام لها من قسمين رئيسيين هما مجموعة الكثبان الشمالية وجنوبها. بينما يبدو الجزء الخارجي مشابها بشكل واضح بغض النظرعن موقعك فيه سواء شمالي чи جنوبي، فإن الداخل يخفي الكثير مما لا يمكن رؤيته بسرعة نظرا لكثافة الرواسب الرملية العملاقة المقارنة بذلك بكثيرٍ من التصوير التقليدي لبحر ذاته حيث تكون موجة الأمواج القصيرة أكثر بروزا وبالتالي فسيكون الجانب الأخير لمنظر البحار زيتي اللون ظاهر جداً!. ومع ذلك ، فإنه رغم كون أغلبية مساحته مليئة بالعناصر الرملية فقط لكن هنالك نتوئات صخرية بارزة هنا وهناك – والتي ربما تؤشر إلى الطابع الرسوبي الملحوظ لهذه المنطقة ذات التاريخ البيولوجي الممتد منذ عصر الحياة البحرية البدائي حتى يومنا الحالي إذ أنها واحدة من أبرز مواقع الحفريات في ليبيا والعالم بأجمع .

الموقع والأحداث التاريخية الحديثة :

يتمركز هذا المعلم الجميل بين دولتي مصر وليبيا بجوار ساحل البحر الأبيض المتوسط الشرقي مباشرةً ويعكس روابطهما الثقافية منذ القدم بالإضافة لعلاقاتهما السياسية الأخيرة أيضا ؛ فالزعيم الليبي السابق معمر القذافي الذي حكم البلاد فترة قصيرة عقب وفاة الملك محمد إدريس السنوسي عام ١٩٦٩ وقد استغل تواجد كتائب مدربة جيدا خارج المدن الرئيسية لإنجازه لهجوم مفاجئ ضد القوات الفرنسية العاملة ضمن عملية الثور الأحمر لتحرير تونس سنة ١٩٨١ .وفي الآونة الأخيرة أيضا اتخذ السيدعبد الفتاح السيسي إجراءاتها الأمنية الخاصة بشمال أفريقيا حين أمر بتوجيه قوة سرية مجهزة إلي عمق أراضي تلك المنطقة المضطربة عقب انقلاب الحكومة الانتقالية الأولى آنذاك وذلك بهدف منع اندلاع المزيد من أعمال العنف وعدم القدرة علي توقعه مكان وزمان شروع آخر مواجهتين محتملتين عسكريا..وهكذا ظل بحر الرمال مصدرا للقوة والدفاع المحمي لأنظمة الحكم المختلفة عبر القرون السابقة ومازالت كذلك حتّى اليوم !

التعليقات