أفريقيا، القارة الغنية بالتراث الثقافي والحياة البرية المتنوعة، تتمتع أيضًا بتاريخ غني ومثير للاهتمام في مجالات الصناعة والتجارة. منذ العصور القديمة وحتى الوقت الحاضر، شهدت هذه القارة تحولات كبيرة أدّت إلى تطوير اقتصادي كبير رغم العديد من العقبات. لنستعرض سوياً بعض المحطات الرئيسية في تاريخ الصناعة والتجارة الأفريقية.
في البداية، كانت التجارة الخارجية محور رئيسي لاقتصاد معظم البلدان الأفريقية. بدأت التجارب الأولى مع استعمار اليونانيين والمصريين القدماء لأجزاء من شمال أفريقيا قبل أكثر من ألفي سنة. ومع ذلك، فإن الفترة الأكثر تأثيراً جاءت خلال العصر الوسيط عندما أصبح طريق البخور الشهير -الممتد بين الشرق الأوسط وأوروبا وأسواق شرق آسيا- يمر عبر شبه جزيرة العرب ويصل بعدها إلى غرب أفريقيا ومن هناك عبر الصحراء الكبرى للوصول أخيراَ للساحل الشمالي للمحيط الأطلسي. هذا الطريق كان يساهم بشكل كبير بتبادل السلع الثمينة مثل الذهب والعاج والعاج والكافور وكذلك عبيد القرن الأفريقي والذي أسفر عنه ما يعرف الآن بالعصر الاستعماري الأوروبي.
بعد فترة طويلة من الحكم الاستعماري، بدأت دول عديدة داخل القارة تتجه نحو الاعتماد على مواردها الطبيعية غير المستغلة كمحرك رئيس لتطور مصانعها المحلية. وقد برز النشاط المعدني باعتباره أول قطاع عصري يستقطب اهتمام الدول الأفريقية خاصةً فيما يتعلق بموارد المعادن الثمينة والمعادن الأرضية النادرة والتي تعد أساسية لصناعات متعددة حول العالم. كذلك، اتخذت زراعة المحاصيل الغذائية دور بارز ضمن المشهد الاقتصادي الافريقي نظرًا لخصوبة التربة وجودتها الفائقة مما جعل منها مصادر غذائية هامة ليس فقط محليًا ولكن عالميًا أيضاً.
ومنذ بداية القرن الواحد والعشرين، بدأ ينتاب قادة العالم الثالث مجموعة متنوعة من السياسيات الرامية لتحقيق تقدم اقتصادي شامل يشمل جميع القطاعات دون إقصاء أيٍّ منها تحت مظلة تنمية مستدامة وبناء مجتمع حديث مكتف ذاتياً قادر علي المنافسة عالمياً وهو أمر يعكس رؤية طموحة تستهدف تحقيق نهضة شاملة للقارات الفقيرة .وفي ظل هذه الرؤى الجديدة، تبدو آفاق نجاح افضل بكثير مقارنة بما سبق نظرا للتقدم العلمي الكبير والتغيرات الاجتماعية والثقافية التي تؤثر بإيجابيهعلى كل بلد مختلفا سواء بقبوله فكرة الديمقراطية كمبدأ حكام أم بناء هياكل سياسية جديدة تعبرعن رغبة شعوبه بالحريات الشخصية وتقرير المصير كما حصل مؤخرا فى جنوب السودان وليبيريا وغيرها الكثير!!
ختاما ، إن مسيرة الإنطلاق الاقتصادي قد قطعا شوط طويل جدا حتى يومنا الحالي إلا أنها مازالت تحتاج لمزيد من الجهود والإصلاحات السياسية والاقتصادية الشاملة لإحداث ثورة عملاقة تدفع عجلة التنمية وتحافظ عليها وسط تحديات عصية كالفقر والتقلبات المناخية المتزايده الخطوة بخطوة نرى ان درب الانتقال الراكد باتجاه نهج جديد يؤكد لدينا بان مستقبل اكثر وعداً بالازدهار علي مدي القرون المقبل سوف يبشر به الانسان الافريقيواليوم العالمي للامن الغذائي يحتفل بهذا اليوم سنويا للتذكير بأن الأمن الغذائي حق لكل فرد ولكافة المجتمعات بلا تميز وأن مكافحته مسؤوليتكم جميعا!