تقع جمهورية بنغلاديش الشعبية جنوب آسيا، وتمثل مدينة دكا عاصمتها السياسية والإدارية منذ عام ١٩٧١. تعتبر هذه المدينة العملاقة مركزًا حيويًا للصناعات المختلفة مثل إنتاج المنسوجات والمواد الكيميائية والزجاج والأعمال المطبعية. تمتلك دكا أيضًا سلة غذائية غنية عبر مزارع الجوت واسعة الانتشار -أكبرها عالميًا-.

من منظور جغرافياً، تقف دكا عند ملتقى نهري بوراغانجا وبالوشي، مما يجعلها محطة حيوية للتجارة النهرية. تحظى بموقع استراتيجي في الركن الجنوبي الأوسط لبنغلاديش، وعلى ارتفاع حوالي ٢٣ متر فوق سطح البحر. علم الفلك يكشف لنا موقعها حسب خط الطول (۹۰٫۴۱° شرق) وعرض الأرض (۲۳٫۷۱° شمال).

يعود تاريخ وجود الإنسان في منطقة دكا إلى القرون الأولى للإسلام، لكن ظهورها الحديث يعود إلى القرن السابع عشر حين اختارتها سلطنة مغول البنغال عاصمة لها. رغم تفوقها التجاري السابق، فقد فقدت مكانتها لصالح مرشد آباد لاحقا. ومع ذلك، واصلت لعب دور مهم طوال الحقبة الاستعمارية البرتغالية والبريطانية قبل أن تعيد اكتشاف مكانتها باعتبارها عاصمة لمقاطعة البنغال ثم لبنغلاديش المستقلة حديثًا.

تشهد معالم دكا التاريخية والثقافية نموا ملحوظًا. يعد نهر بوراغانجا واحدًا من أهم المعالم الطبيعية وأكثر المواقع شعبية للمقيمين المحليين والسائحين الدوليين على حد سواء. بينما يقدم سوق شانكيرا شهادة تاريخية نابضة بالحياة للحياة اليومية في المدينة القديمة. يتميز المتحف الوطني بمجموعة متنوعة فريدة من التحف الفنية والثقافية التي تعكس تراث البلاد الغني. أما قصر "Rose Garden"، فهو معلم معماري فاخر يعود بناؤه إلى العام ۱۸۷۲ ميلادية. أخيرًا وليس آخرًا، تقدم الحدائق النباتية منظرا جماليا ساحرًا لنباتاتها وطائرها المتنوعة. توفر كل تلك المعالم رؤية شاملة لتاريخ وبنية وثقافة هذا القلب الديناميكي الهام للعاصمة البنغالية الحديثة.