تُعتبر أهرامات الجزائر، والتي تُعرف أيضاً باسم "التربان"، واحدة من أبرز المعالم الأثرية في البلاد وتشكل شهادة حية على الحضارة القديمة التي ازدهرت فيها منذ آلاف السنين. هذه الهياكل الضخمة، رغم أنها ليست بنفس شهرة أهرام مصر الشهيرة، إلا أنها تحمل أهميتها الخاصة وتروي قصصاً غنية عن التاريخ والثقافة المحلية.

تم بناء التربان في فترة ما بين القرن الثاني قبل الميلاد إلى الثالث الميلادي خلال مملكة نوميديا الزنوجية القوية. يُعتقد بأن هذه الآثار كانت مستخدمة كقبور للملوك وأصحاب النفوذ في تلك الحقبة. يقع معظم الأهرامات في منطقة تيبازة غرب العاصمة الجزائر، بما في ذلك الهرم الأكبر الواقع بالقرب من مدينة زواوة والذي يعد واحداً من أكبر البقايا المتبقية لهذه العمارة الفريدة.

تصميم وبناء these pyramids يعكس تأثيرات ثقافات متعددة، خاصةً التأثير الليبي والفينيقي والمقريزي (منطقة البحر الأبيض المتوسط). يتميزون بتخطيط هندسي معقد يحتوي على نوافذ صغيرة ومداخل محدودة الوصول للداخل، مما يشير إلى دور مقدس لهم ربما مرتبط بمفهوم الحياة بعد الموت لدى النوميديين القدماء.

على الرغم من مرور القرون والحروب والإهمال، لا تزال عدة أهرامات قائمة حتى اليوم، تشهد بصمت على عظمة الماضي والتاريخ الغني لمنطقة شمال أفريقيا. إن الحفاظ عليها وإعادة ترميمها ضروري ليس فقط للحفاظ على كنوزنا الثقافية ولكن أيضًا لتقديم نظرة ثاقبة للعصر الجميل الذي صنعته حضارات مختلفة عبر التاريخ الطويل للجزائر.