- صاحب المنشور: جميلة الصالحي
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، شهد العالم تزايدًا كبيرًا في استخدام التكنولوجيا والإنترنت، مما أدى إلى ظهور فرص عمل جديدة وأدوار مهنية غير مسبوقة. إلا أن المرأة، خاصة المرأة العربية، مازالت تواجه العديد من العقبات والتحديات عندما يتعلق الأمر بالعمل الرقمي. هذا المقال سيستكشف هذه الصعوبات وكيف يمكن معالجتها لتحقيق المساواة الحقيقية بين الجنسين في مجال التكنولوجيا.
العوائق الرئيسية أمام مشاركة المرأة في سوق العمل الرقمي العربي
الفجوة التعليمية والتطور المهني:
تظهر الدراسات أن نسبة الفتيات اللواتي يختارن تخصصات STEM (العلم، الرياضيات، الهندسة، علوم الكمبيوتر) أقل بكثير مقارنة بالأولاد. بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما تكون الفرص المتاحة للتعليم المستمر والتطوير الوظيفي محدودة بالنسبة للسيدات بسبب المسؤوليات الأسرية التقليدية وظروف الحياة الأخرى. هذا يؤدي إلى نقص الخبرة والمؤهلات اللازمة للتنافس في سوق العمل الرقمي.
الفكرة هنا:
من المهم تقديم دعم أكبر لتعليم البنات وتعزيز وجودهن في مجالات التكنولوجيا منذ سن مبكرة. كما أنه ضروري توفير المزيد من برامج التدريب والتطوير المهني المصممة خصيصاً لتلبية احتياجات النساء العاملة.
البيئة الثقافية والاجتماعية:
البيئة الاجتماعية والثقافية قد تساهم أيضاً في عرقلة مشاركة المرأة في الاقتصاد الرقمي. الأعراف المجتمعية الضيقة حول الأدوار الجندرية قد تحرم النساء من الوصول إلى بعض فرص العمل أو تعيق تقدمهن داخل الشركات التقنية. كذلك، غالبًا ما يتم تجاهل القضايا مثل التحرش الجنسي وعدم التوازن بين العمل والحياة الشخصية داخل أماكن العمل الرقمية.
كيف يمكن التعامل مع هذا؟
يمكن تحقيق تغيير جذري من خلال رفع الوعي بالقضايا الجندرية وتشجيع المناقشة المفتوحة حولهما ضمن مجتمع الأعمال الرقمي. إنشاء سياسات واضحة وممارسات شاملة لحماية حقوق جميع الموظفين واستثمار موارد كبيرة لدعم التنوع والإدماج سيساعدان أيضًا على خلق بيئات عمل أكثر عدلاً ومتساوية.
محدودية الدعم الحكومي والشركات الخاصّة:
رغم جهود بعض الدول العربية نحو تشجيع دمج النساء في القطاع التقني، فإن الخطوات العملية قليلة. هناك حاجة ملحة لتوجيه الاستثمارات نحو مشاريع تقف على قدم المساواة وتمكين النساء عربياً. بينما تقوم شركات تكنولوجية رائدة بتبني مبادرات للإدماج الجندري، فإنه ينبغي توسيع نطاق تلك المبادرات ليشمل الجميع ويضمن تمثيل أفضل للجنسين عبر كافة مستويات التسلسل الوظيفي.
دور الحكومة والشركات الخاصة في عملية النهوض:
على الحكومات تطوير السياسات والبرامج التي تدعم ريادة المرأة في مجال التكنولوجيا وتوفر لها الموارد الكافية لذلك. وعلى الجانب الآخر، يجب على شركات القطاع الخاص أن تتخذ خطوات استراتيجية لتعديل ثقافة العمل لديها وأن توفر قادة ذوي خبرة لمساعدة النساء على التنقل فيه.
في نهاية المطاف، تحتاج كل امرأة عربية ترغب في دخول عالم العمل الرقمي إلى مجموعة متنوعة من الدعم - سواء كان دعماً مادياً أم روحياً - حتى تتمكن من مواجهة تحديات اليوم وليكون لها دور مؤثر وغني بالمستقبل.