يمثل برج خليفة، الواقع في قلب إمارة دبي بالإمارات العربية المتحدة، شهادة رائعة على الإنجازات البشرية في مجال الهندسة والبناء. مع ارتفاع مذهل يصل إلى 829.8 متراً فوق مستوى البحر، فقد احتفظ بهذا اللقب كأطول مبنى صنعه الإنسان منذ العام 2008. بدأت رحلة بنائه في يناير 2004 وانتهت بشكل نهائي بافتتاحه الرسمي في يناير 2010.
يتضمن برج خليفة العديد من السجلات القياسية العالمية ضمن نطاقاته المختلفة. فهو يحتوي على أعلى مسجد في العالم في الطابق 158، وأعلى منصة لمراقبة المناظر الخلابة في الطابق 124، بالإضافة إلى مسبح على قمة المبنى يقع في الطابق 76 ليصبح بذلك الأعلى أيضاً. يعمل داخل البرج نظام نقل حديث ومتطور بواسطة 54 مصعداً تستطيع الوصول بسرعات تبلغ حوالي 65 كيلومترا بالساعة لكل منها. هذه الآلات العملاقة تعمل بلا كلل عبر مسافة الرؤوس الأربع عشرة والأربعة عشر التي يشكلها البناء، والتي تضم أكثر من خمسة عشر ألف غرفة.
لقد استغرقت عملية بناء برج خليفة جهدا هائلا بلغ عدد العاملين فيها ذروتها بحوالي اثني عشر ألف عامل خلال فترة الصعود الحادة للتقدم في المشروع. كما استخدم بناؤه كميات كبيرة جداً من مواد البناء بما فيها ثلاثة آلاف وثلاثمائة طن متري فقط من حديد التسليح. ليست هناك حاجة لتذكير المرء بأن الراحة والملاءمة قد حظيت باهتمام خاص عند التصميم والتخطيط؛ إذ يوجد تحت الأرض ثلاث آلاف مكان لصيانة السيارات خصيصا للسكان والعاملين بالبرج وخارجيه.
ومن الحقائق المثيرة للاهتمام حول تاريخ توليد أفكار وشعارات ابراج الشهرة أنه تم إعادة تسميتها لاحقاً تخليداً لنبيل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان أمير أبوظبي حينذاك، بعد ان كانت معروفة باسم "برج دبي" بينما تحت الانشاء وتمثيل الهيئة المحلية المسؤولة آنذاك عليها. قام بتصميم المبنى الاستثنائي مجموعة سكيدمور أووينغز وميريل ذات السمعة العالمية الشهيرة، وكان مهندسوهم الرئيسيين هم السيد ادريان سميث والسيد وليام بيكر. تتميز واجهة الخارج بمزيج جمالي مميز بين طبقات الديكورات المعدنية للألومونيوم والفولاذ المقاوم للصدأ وكذلك زجاج مكسر يدوياً تقدر وحداته بـ ٢٨٠٠٠ قطعة وزينة جانبية مكملة للفكرة بطريقة رائعة وعصرية مما يعكس تناغم الجمال التقني والتراث العمراني الحديث .