تعتبر المسافة الفاصلة بين مدينتي طرابزون وإسطنبول جزءاً أساسياً من تاريخ هذين المركزين الحيويين في تركيا القديمة والمعاصرة. سواء كنت تقيم فيها بشكل دائم أو تزورهما ضمن سياحة الاستجمام الثقافي والتاريخي، فإنه من الضروري فهم العلاقات المكانية لهذه المدن الهامة. وبالتالي، يمكن حساب الوقت والمكان لكل منهما بدقة مع الأخذ بعين الاعتبار اختلاف الاختيارات التنقلية بين الهواء والبحر. فيما يلي تحليل مفصل لمسافة وطريق طرابزون وإسطنبول:
تقع طرابزون على الشريط الجنوبي الشرقي لبحر الأسود، بالقرب مما يعرف الآن بشبه جزيرة كارابورون التركية. إنها تتمتع بتاريخ عميق الجذور يعود لألفية عدة، وكانت مركز حيويا للتجارة الدولية المتداخلة بالأراضي الأوروبية الآسيوية منذ القرن الثامن قبل الميلاد تقريبًا تحت حكم الإسكندر الأكبر حتى زمن سلطنة العثمانيين لاحقا والتي أدَّت بالنهاية إلى ازدهار ثري ومعمار فعال تاركا بصمة واضحة يستطيع المرء رؤيته اليوم داخل متاحفه وساحاته العامة الأثرية الشهيرة مثل كنيسة آيا صوفيا المتحفية وغيرها الكثير مما يشكل دلائل حيّة على حضارات تركيبة متنوعة ومتشابكة. أما من الناحية الديمغرافية فقد تجاوز تعداد سكان المنطقة بكاملها حوالي ربع مليون شخص حسب تقديرات ذات صدقية لسنة ٢٠١٣ .
وبالنظر نحو جهة جنوب غرب البلاد بموازاة ساحلها البحري الآخر وهو خليج مرمرة والذي يعد بوابة الوصول الرئيسية لمدنها الداخلية وعلى رأس تلك المطالع العاصمة التجارية والاقتصادية لإسطنبول. تكمن خصوصيتها بأنها الوحيدة القابعة فوق كلا المنطقتن الأرضيتين الرئيسيتين للقارة -آسيا وأوروبا- وذلك بفضل الموقع المعماري الخاص بها والنهر الملحق بمجرى مياهية يجتمع فيه بحران مارمرانا والأدرياتيكي يسميان "البosphorus"، وقد عزز هذا الموقع المتميز مكانتها السياسية والدبلوماسية ومكانتها السياحية المحورية كونها وجهة رئيسية لحشود المهتمين بالتراث العالمي القديم والعصري كذلك نظرا لقربها النسبي المقارنة بجيران أقليمها الأربعة وهم استانة وصاكارا وكوجيلي وتكيرداج بالإضافة لما ذكر سابقاً من عوامل جذب أخرى تتعلق بالمعابد شاهقة كالجامع السلطاني الكبير أو جامع السلطان محمد الفاتح إضافة لمسجد مسجد السلطان أحمد ذائع الصيت محليا وعالميا بما يحمله كل واحد منهم من تفاصيل معمارية فريدة تستقطب رواده بلا حدود ولمختلف الباحثين عن المشاهد الخلابة والرواقية المختلفة للأبنية الإسلامية التقليدية.
وفي موازاة ذلك ربما تأخذ الرحلات البرية زمنا اطول نسبيا مقارنة برحلات الطائرات الجوية عند الانتقال مباشرة بنفس الاتجاه سالف الذكر إلا أنها تمثل فرصة مثالية لمن يريد استكشاف المزيد حول المناطق الريفية الواقعة بينهما أثناء سير العملية اليومية اليومية خلال سفر الإنسان عبر الطريق الرئيسي الدولي E80 الرابط لكليهما بطوله الاجمالي البالغ أكثر من ستماية وست وثلاثين مرحاض أرضيه وتمثلت بذلك السبب المؤدي لانطلاق تسميات جديدة للإشارة إليه حين وصف بأنه عبارة ' طريق الحياة' owing to its rich cultural history and natural beauty en route while traveling between these two iconic Turkish cities. فعلى الرغم بان الفرق الرياضي الظاهر ليس كبير جدا لكنه قد يؤثر بتغيير طريقة النظر للغاي النهائية للنزهة واستثمار وقت أقل للحركة مقابل الحصول علي خبرات اضافية غير ممكن معرفتها قبل البدء بالسفر الواقعي العملي وليس مجرد مجرد أخذ فاصلة بسيطة جغرافيا كما هو موضح اعلاه فقط!
