المسافة بين المغرب وإسبانيا: دراسة تفصيلية للإنجراف الأوروبي الأفريقي عبر التاريخ والجغرافية

التعليقات · 0 مشاهدات

تتميز العلاقات الجغرافية والتاريخية بين المغرب وإسبانيا بكونهما دولتين متجاورتين يفصل بينهما مضيق جبل طارق الضيق الذي يعد أحد أكثر المعابر البحريه ازد

تتميز العلاقات الجغرافية والتاريخية بين المغرب وإسبانيا بكونهما دولتين متجاورتين يفصل بينهما مضيق جبل طارق الضيق الذي يعد أحد أكثر المعابر البحريه ازدحاما عالميًا. هذه المساحة الصغيرة نسبياً تعكس تعقيدات تاريخ علاقات البلدين بما فيها الفترات الاستعمارية والمعاهدة الدولية الحديثة.

من الناحية المكانية، تحدّث التقرير السابق حول تقدير المسافة التقريبية بين مدينتي الدار البيضاء بالمغرب ومدريد بإسبانيا بمبرات ساحلية وهي 908 كيلومتراً أو ما يقارب 564 ميلاً بحرياً. هذا يمكن اختزاله بالسفر الجوي خلال ساعتين وأربع دقائق تقريبًا. ومع ذلك، عند اختيار الطريق البري الذي يشمل عبور المضيق الشهير، ترتفع الزمن اللازم للسفر بشكل كبير إلى 16 ساعة وخمس وأربعون دقيقة مستخدماً مسافة قدرها ١۳۲۹ کلم متر وبالتحديد ۸۲۶ میل بريء.

بالإضافة لذلك، يساهم موقع كل دولة بالنسبة لمراكز خطوط الطول والدوائر عرض الأرض بتشكيل خصائص المناخ المحلية والموارد الطبيعية والإمكانيات الاقتصادية العامة لكل منهما. فعلى سبيل المثال، يقع المغرب شمال قارة إفريقيا ويتمتع بخط طول غرباني يصل إلى (-6°) وعرض شمالي بلغ نحو(32°). بينما تنفرد اسبانا بوجود غالبية أراضيها داخل دائرة عرض جنوبيه تتراوح ما بين(-4°) لنقطتها الأكثر شرقا حتى (+ 40 ) للنصف الشمال الشرقي لأراضيها والذي يعلو سطح مستوى سطح البحر مباشرة فوق البحر الأبيض المتوسط. وهذا التباين الجغرافي له تأثير واضح على الحياة اليومية لسكان تلك البلدان وعلى تطوير اقتصاداتها أيضا .

إذا نظرنا للحالة التاريخية، نشأت روابط عميقة بين الدولتين نتيجة لقربهما الهندسي المؤثر بشدة والتي أدت لفترة طويلة من التدخل السياسي والاستعماري الإسباني الواضح بصعيد المملكة المغربية خاصة فيما يعرف الآن بغرب البلاد وصولا لجزر الكناري وملكية ملكيون محددون لها مثل محمد الخامس والحسن الثاني خلال القرن الماضي وكذلك الملك الحالي محمد السادس الذي شهد فترة حكمه التسوية الدبلوماسية الأخيرة المعلنة باعتبار تصنيف الجزر المدعاة باسم سبتة ومليلية كجزء تابع لإقليم مغربي رسميا بالإضافة لحوار ثلاثي مشترك مع الحكومة الاسبانية بعد توقيع اتفاق دستوري ينظم الوضع العام لهذه المناطق ضمن القانون الدولي الأخلاقي Bernal Treaty of Utrecht)). يبقى بالتأكيد التأثير الثقافي والعمراني للحقبة الرومانية والكاثوليكية واضحة تمام الوضوح لدى زيارة الجسر القشتالي والقلعة الحمراء القديمة بالأندلس القديمة رغم مرور قرنين ونصف قرن على آخر جيوش الاحتلال الخارجي للمدن الفينيقية القديمة الموجودة بكوتشيفورسك منذ القدم وستائرها النهرية الخضراء الجميلة وحتى يومنا الحالي ليبقى العنصر المشترك الوحيد هو اللون الأحمر الساطع للأحجار المستخدمة لبناء المباني ذات التصاميم الإسلامية والمسيحية المضيفة للتراث الإنساني العالمي UNESCO world heritage sites).  فقد كانت صناعة الحديد والفخار هي مصدر الثروة الرئيسى القائم عليه تراكم الاكتشافات العلمية والثورات الاجتماعية آنذاك لما تتمتع به التربة الصحراوية الرملية الرخيصة نسبيّا ولكن قابله لعملية تحويل خام المعدن واستخراج عناصر أخرى مفيدة منها فضلا عن وجود موارد طبيعية أخرى مثل النفط والغازوالرمال السوداء وغيرها الكثير ممضاة بإنتاج مزدهر للفواكه والحبوب والأعلاف النباتية المعتادة بسوق منطقة حوض البحر المتوسط عامة.

ختاماً ، إن الاتصال بين دولتينا يفتح آفاق رحيبة أمام قطاعات واسعه للاستثمار التجاري والسياحي والصناعی مما يعمل على زيادة فرص تبادل الأدوار بدقة واحتراما كاملا لاحترام خصوصيتها الفريدة بكل جوانبها السياسية والاجتماعية والثقافية الخاصة بها تحت مظلة هدف واحد وهو خدمة الإنسان الأمثل وتحسين نوعيته وحياة مواطني القارات المختلفة المشاركة مجتمعة فى بناء حضارتنا الجديدة الموحدة المستقبلية المرتقب ظهورها بشرق وجھد العالم .

التعليقات