في سياق علم الجغرافيا، يشير مفهوم "الزيادة الطبيعية" إلى معدل تغير سكان منطقة ما نتيجة الفرق بين معدلات الولادات والموتات خلال فترة زمن محدد. هذا المصطلح يعد أساسياً لفهم حركة التركيب الديموغرافي للمجتمعات البشرية وتنظيمها المكاني عبر الزمن. يمكن قياس هذه الزيادة الطبيعية باستخدام الصيغة الرياضية التالية:
الزيادة الطبيعية = (عدد الوفيات - عدد الولادات) / الفترة الزمنية.
هذه القيمة تعطي مؤشرًا حول الاتجاه العام للنمو السكاني: إذا كانت الزيادة طبيعية إيجابية، فهو يدل على زيادة في العدد الإجمالي للسكان؛ بينما تشير القيمة السلبية إلى انخفاضٍ في الأعداد. تتأثر عوامل عدّة بتلك الزيادة منها العوامل البيولوجية الاجتماعيّة والثقافية الاقتصادية والسلوكية وغيرها الكثير والتي قد تؤدي بدورها لتغيير تركيبة السكان العمرية والجنسانية وكذلك مستويات الصحة العامة والتعليم والتطور الحضري وغير ذلك مما يرتبط بشكل مباشر بمستقبل المنطقة وحاضرها وموقعها الاستراتيجي عالميًا.
تُعد دراسة الزيادة الطبيعية جانب حيوي لأبحاث المؤرخين وعلماء الاجتماع والاقتصاديين بالإضافة لعلم الجغرافيا أيضا نظرًا لاستخداماتها المتنوعة في رسم السياسات العمومية المحلية والدولية المرتبطة بالبيئة والحرب والصحة وغيرها العديد ممّا يؤثِّرعلى الوجود الإنساني وصنع القرار المستقبلي. ومن هنا تأتي أهميتها كمدخل أساسي لفهم التغيرات الاجتماعية والبنية المجتمعية داخل مناطق مختلفة وفي مختلف البلدان بغرض بلورة خطط عمل قابلة للتطبيق عمليا لتحقيق تنمية مستدامة شاملة لكل فئات الشعب المعني بها مباشرةً وبصورة عادلة كذلك. إن فهم الآليات التي تحرك عملية النمو البشري أمر ضروري لحماية حقوق الإنسان وضمان حصول الجميع على فرص متساوية للحياة الكريمة والعيش بكرامة واحترام لموارد وطنهم ولذاتيتهم الشخصية أيضًا. لذلك فإن تقدير دور الزيادة الطبيعية واقعيا واقتناعا بما فيها من خصائص وهواجس هو نقطة بداية مهمة لوضع سياسات استباقيه فعالة تساهم بخلق فضاء حضاري تواصلي ينفع شرائح مجتمعية متنوعة ويخدم اهتماماتها المشروعة بلا تمييز ولا تفريق based on any category whatsoever!