تُعتبر مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان كياناً حيوياً ضمن منظومة الأمم المتحدة تعمل على تعزيز وحماية حقوق الإنسان عالمياً. تأسست هذه اللجنة بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 48/141 عام 1993، بهدف رصد تنفيذ العهدين الدوليين الخاصين بحقوق الإنسان وتعزيزهما، بالإضافة إلى تقديم دعم تقني للدول الأعضاء فيما يخص القضايا المتعلقة بالحقوق الإنسانية.
يقع مقر المفوضية حالياً في جنيف بسويسرا وتعمل تحت إشراف مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والذي يتكون من خمسة وسبعين دولة عضو. تشمل مهام المفوضية مجموعة واسعة من النشاطات بما في ذلك جمع ومعالجة الشكاوى حول انتهاكات الحقوق، تقديم الدعم الفني والتدريب للموظفين الحكوميين بشأن السياسات ذات الصلة بحقوق الإنسان، وإصدار التقارير السنوية التي تعرض حالة تطبيق معايير حقوق الإنسان الدولية.
من أهم ما تقوم به المفوضية هو تولي قيادة عملية التحقيق في حالات الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، مثل عمليات الإعدام خارج نطاق القضاء والتعذيب والمعاملة اللاإنسانية وغيرها من الأعمال الوحشية. كما أنها تقدم المساعدة القانونية والدعم لأسر الضحايا وللمجتمع المدني لضمان محاسبة مرتكبي تلك الأفعال أمام العدالة.
بالإضافة لذلك، تسعى المفوضية لتوعية الجمهور العام والمجموعات المحلية بحقوقهم ومشاركتها فيها عبر الحملات الإعلامية وبرامج التعليم. ومن خلال هذا النهج، تعمل المفوضية على خلق بيئة أكثر استقراراً وإنصافاً عبر العالم حيث يمكن للجميع الاستمتاع بحرية كاملة وكريمة.
ومن الجدير ذكره هنا أن دور المفوضية ليس فقط رد فعل بعد حدوث انتهاكات ولكن أيضاً منع هذه الانتهاكات قبل حدوثها عبر وضع المعايير والقوانين الدولية الخاصة بحقوق الإنسان والتي تعتبر مرجعا أساسيّا لكل دول العالم. بذلك، تعد مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان جزء مهم جداً من النظام الدولي يساهم بشكل كبير في تحقيق السلام والأمن العالميين.
