تحتل الصحراء الكبرى، المعروفة أيضًا باسم "الصفراء"، المرتبة الثانية بين أكبر الصحاري في العالم بعد صحراء أنتاركتيكا القطبية الجنوبية. تمتد هذه البقعة الشاسعة عبر شمال أفريقيا، لتغطي مساحة تقارب 9,2 مليون كيلومتر مربع، مما يجعلها أكثر بكثير من مجرد رقعة رملية قاحلة؛ إنها منطقة غنية بتنوع بيولوجي غير عادي وثقافي متنوع.

تمثل الصحراء الكبرى تحديًا كبيرًا للمسافر العابر نظراً لظروفها القاسية والتي تشمل درجات حرارة شديدة ومستويات عالية من الرطوبة المنخفضة بالإضافة إلى نقص المياه. ولكن رغم ذلك، فإن الحياة موجودة هنا بشكل مفاجئ؛ حيث تعيش أنواع نادرة من الحيوانات مثل الجمال العربية والفيلة البرية والنعام الأفريقية جنباً إلى جنب مع النباتات المتخصصة التي تستطيع تحمل هذا المناخ الصعب.

كما أنها موطن لمجموعة واسعة من الثقافات المحلية بما فيها البدو الرحل الذين اعتادوا على العيش داخل الصحراء منذ آلاف السنين. إن معرفتهم الطويلة بالبيئة ساعدتهم على تطوير أساليب فريدة للتكيف مع الظروف البيئية القاسية لهذه المنطقة الغامضة والمذهلة.

إن التصحر المستمر للصحراء الكبرى ليس فقط تهديداً لهيكلها البيئي الفريد ولكنه أيضاً يشكل خطراً اجتماعياً واقتصادياً كبيراً للأشخاص الذين يعيشون ضمن حدودها. ولذلك يعد فهم ومعرفة خصائص وتهديدات هذه المساحة الحيوية أمر ضروري لصنع سياسات مستدامة للحفاظ عليها وحماية المجتمعات البشرية الأكثر vulnerability لها.