- صاحب المنشور: طارق بن بكري
ملخص النقاش:
مع تزايد انتشار الأجهزة الرقمية وأنظمة التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت، برزت مخاوف جديدة بشأن تأثير هذه التقنيات الحديثة على الصحة النفسية. الدراسات الأخيرة تشير إلى وجود علاقة بين الاستخدام المكثف للأدوات الإلكترونية واضطرابات مثل القلق والاكتئاب وعدم القدرة على التركيز. هذا الأمر يثير تساؤلات حول كيفية تحقيق توازن صحي بين الفوائد العديدة للتكنولوجيا والتأثيرات المحتملة الضارة عليها.
في حين توفر التكنولوجيا العديد من الفرص الإيجابية للبشر، فإن هناك جانب سلبي مهم يتعلق بالصحة العقلية. أفادت بعض الدراسات أن الشباب الذين يقضون ساعات طويلة أمام الشاشات هم أكثر عرضة لمشاكل الصحة النفسية مثل الاكتئاب والقلق وضعف المهارات الاجتماعية.
أحد أكبر المخاطر هو "الإعلام المتواصل"، حيث يمكن للمستخدمين الدخول والخروج باستمرار من المواقع والألعاب والمراسلة وغيرها من خدمات الاتصال عبر الإنترنت. وهذا النوع من استخدام الجهاز قد يؤدي إلى شعور بالإرهاق العقلي وتراجع الانتباه بسبب الحاجة المستمرة لتحويل الانتباه بين مصادر متعددة للمعلومات. بالإضافة لذلك، فقد وجدت دراسة حديثة بأن مشاهدة مقاطع الفيديو القصيرة التي تعتمد أساساً على اللقطات الخاطفة يمكن أيضاً أن تؤثر سلبياً على الذاكرة العاملة.
بالإضافة لهذه الآثار قصيرة المدى، هناك اعتبار طويل المدى يتمثل في خطر الاعتماد النفسي والعاطفي على وسائل التواصل الاجتماعي. يشعر الكثيرون بالتوتر أو اليأس عندما يفوتون تحديثات حساباتهم الشخصية لمدة طويلة نسبيا. كما أثبت البحث العلمي أنه عند المقارنة مع الأفراد غير المنغمسين بكثرة بوسائل الإعلام الرقمية، فإن الأشخاص ذوي التعرض الأعلى لتلك الوسائط غالبا ما يعانون من مشاعر أقل بالسعادة والإنجاز الشخصي.
الحلول المقترحة
للتخفيف من تلك التأثيرات السلبية، تقدم مجتمعات علم النفس عدة توصيات:
- التوعية: زيادة الوعي بخطر الاستخدام الزائد للتكنولوجيا لدى الجمهور.
- إرشادات العمر: تحديد حدود عمرية لاستخدام الأنواع المختلفة من الأدوات الرقمية بناءً على تطوير مهارات الطفل المعرفية والاستيعابية بطريقة صحية.
- وقت الشاشة: دعم جهود عائلات وشركات للحفاظ على فترات زمنية محدودة بعيدا عن أي شاشة رقمية خلال اليوم سواء كانت هاتف ذكي، تلفزيون, كمبيوتر, لوحات الكترونيّة إلخ...
- أنشطة اجتماعية بديلة: التشجيع على الانخراط بالأعمال اليدوية الرياضة والقراءة خارج نطاق البيئة الرقميه كوسيلة لتعزيز الروابط المجتمعية وتعزيز نمو القدرات العقلية الأخرى أيضًا.
- دور المعلمين والمعالجين: تزويد متخصصي التعليم والدعم النفسي بالأبحاث الجديدة حتى يمكن مساعدة الطلاب والأطفال على إدارة وقتهم بأفضل شكل ممكن وبناء حياة ذات قيمة عالية داخل وخارج العالم الرقمي كذلك .
وفي النهاية ، بينما تحتفل الإنسانية بالتطور الهائل الذي حققه مجال التقدم التكنولوجي , إلا أنها مطالبة بالموازنة بين مزايا واستخداماته وضمان عدم إيذائه لصحتنا الذهنية والجسدية أيضا .