في قلب الإمبراطورية العثمانية، امتدت شبكة واسعة من المناصب والرتب التي شكلت هيكلها المؤسسي والحكومي. تميزت الحياة السياسية والدينية والإدارية داخل هذه الإمبراطورية بمجموعة دقيقة من الأدوار والألقاب، والتي كانت تعكس التسلسل الهرمي الحساس والتخصص المهني للأفراد. دعونا نلقي نظرة مفصلة على مختلف القطاعات الرئيسية ضمن بنية السلطة العثمانية:
الحكومة المركزية: عمود الفقرة للإمبراطورية
تمثلت قمة المنظومة الحكومية في شخص السلطان - رأس الدولة ورئيس الوزراء الفعلي. وقد عمل لديه مجموعة متنوعة من الموظفين المسؤولين، بما في ذلك المحاسبين وضباط آخرين، مما يشكل جوهر ما يعرف بـ "بيت عثمان". بالإضافة لذلك، لعب ديوان الدولة دوراً محورياً، حيث يرأس الوزير الأعظم مؤسسة اتخاذ القرار الرئيسيّة. كما ضمت البنية الاجتماعية طبقات نخبوية متعددة: البرجوازيَّة الحاكمة، والقادة العسكريُّون والشخصيات الروحية المؤثِّرة.
الإمبراطورية النسائية: قوة خلف الكواليس
على الرغم من الصورة العامة للحياة الخاصة بالأسر الحاكمة الرجال، فقد برز دور المرأة بشكل بارز في السياسة الداخلية للعاصمة العثمانية. تألفت الهيكل الاجتماعي الداخلي للسيدة الأولى من محظيات ومساعدات خاصات لها، بالإضافة إلى الطالبات الجدد وطوائف النساء الأكاديميات الأكبر سنًّا. وتضمن كل مستوى ارتباطاته الخاصة بالنظام العام والنظام السياسي العام.
نظام الإدارة: المرونة في التعامل اليومي
تم تشكيل شريحة كبيرة من المجتمع المدني بالقوات المسلحة ذات المستويات المختلفة. هؤلاء الجنود سواء كانوا جنوداً بسيطين أم أفراد المنتخبين لم يتم اختيارهم عشوائيًا وإنما بناء علي مهارات خاصة واحترافية عالية. أما divan فهو أكثر الوحدات شهرة بين رتب الجسم الرئاسي وهو لجنة مقربة من رجال الأعمال المهمين مثل وزير المالية ومعاونيه ممن يحملون درجة كاتب رسمي بلقب 'الكاس' الشهير آنذاك والذي يعد أحد أغنى المواقع الثابتة عبر تاريخ الدولة الفتية الوليدة حديثا حينها!
النخبة السياسية: خزان الأفكار والاستراتيجيات
تنقسم الطبقة المثقفين حسب الاختصاص إلي ثلاث مجموعات رئيسة : أولها كهياً وهم مسؤولون دينيون يستند رأيهم غالباً فيما إذا جاء الأمر متعلقا بدين الإسلام والصلاة والصيام وحرمتها وفق شرع الله عز وجل؛ ثانيهما المفتي وهي وظيفة مشابهة للهيئة الأولى باستثناء كون الأخيرة تستمع جلولا لقائد المسلمين نفسه وليس لأحد آخر غيره طيلة فترة زعامته للحكومة الإسلامية؛ بينما تضمنت الحلقة الأخلاء تلك أيضا أفرادٌ يعلو أمر فرد منهم فوق رتبة المفتي إذ يُطلق عليهم اسم الأمام نسبة لتحدث أحدهم أمام الجموع البشرية قبل أدائهم لصلاة الجمعة مثلاً مما يجعله محل احترام كبير لدى عامة الناس فضلا عن أنه قد يأمر بحسب موقعه الديني بأن ترفع له رايته الملونة المجلية شعار مكانة اجتماعية مرتفعه للغاية وسط مجتمع مسلم محافظ جدًا نحو معتقداته الثقافية خصوصا منذ ظهور الاسلام وانتشار الدعوة الى تطبيق احكام الشريعة الإسلامية سابق الذكر .أما بالنسبة لنطاق الاحترام الاجتماعي الآخر خارج دائرة علماء الدين ،فلقد احتوت التقسيم الفرعي الثالث لسلسلة التسلسلات الانتخابيبة لمسؤولينا السياسيين على العديد من قواد الجيش ذوو المشورطة العليا القامة وثقل التأثير الواسع الانتشار كتلك المرتبطة مباشرة بسلطان البلاد وحتى بعض الشخصيات العلمانية الغير مؤمنة دينيًا لكن لديهم نفوذ شديد !
كما تجدر الاشارة هنا ان الامبراطورية العثمانيه كانت تحتوي ايضًا علي قسم فرعى اضافى لهذه المجموعتان الاوليان وتمثله مجموعه قاده اداريين يقترب عددهم حاليا الي ١٥٠٠٠ رجل دولة فقط مسلحون بصلاحيات قانونيه مطلقه ويمكن لكل واحد منهم العمل بكامل حرية وكفاءة لحفظ الأمن واستقرار دولته الصغيرة المستقلة ذاتياً ولكن بشرط تقديم بيانات واضحه حول اجرائاتها الداخليه والخارجيه لهم ولغيرهم من رؤساء دول مجاوره بهدف تحقيق السلام العالمي وبالتالي استدامة سلام واستقراريادتنا الوطنيه لوطننا العزيز تركيا الجديدة....
بالإضافة لما سبق فإن الانحلال التدريجي لعظمة الدولة التركي التاريخية بدأ عقب رحيل الملك Suleiman the Magnificent(السلاجقة)حيث تعرضت جيوش البحريه ملكه للتدمير خلال مواجهه بحر المتوسط الشرقيه ضد القوات الاسبانيه والايطالية مما ادى لفقدان الكثير من قطع اسطح سفنه المهمه وقتها وكذلك خسائر بشرية فاقت الخيال بلغت اعداد الضحايا فيها حوالي ٣٠الف مغاوير تركي ماهرون ومعروفون عالميا بشجاعتهم وشهامتهم البطوليه وقتها..وبطبيعه الحاله فان انحسار قدرة الاتراك انتقاماً من خصومهم القدامى دفعت اوروبا لاتمام فرض حالة إنهاء دفع جزية مقابل واقع جديد قابل لاحداث تغيير شامل لمنطقة الشرق الاوسط بأجمعه ولم يكن مستغرباً ابداً عندما حققت وحدات الجيش النظامي لقمان أتاتورك نجاحاً ساحقاً بإعلان نهاية وجود مُفعم بالحماس والجهاد لإمارة عباسية ميدانيّة كاملة وذلك سنة ۱۹۲۳ ميلادية والذي أصبح يعرف باسم الجمهورية التركيه الموحدة للشعب التركي الحالي..!!