تعد مدينة طنجة الواقعة شمال المغرب واحداً من أكثر المدن تنوعاً وتاريخاً غنياً، وهي نقطة الالتقاء بين الثقافات الشرقية والغربية. تتميز المدينة بنسيج حيوي يجمع بين الأزقة القديمة والشوارع الحديثة مما يعكس هويتها الفريدة التي تعانقت فيها العصور المختلفة. سنستعرض هنا بعض هذه الأحياء ونلقي الضوء على ما تقدمه من تجارب ثقافية مميزة.
أحياء مثل "المدينة القديمة" أو "الكاستيلو"، تشكل القلب النابض للتراث الطنجي. هذه المنطقة ذات الشوارع الضيقة والمباني الملونة هي موطن لمجموعة متنوعة من الحرفيين المحليين الذين يقدمون منتجات يدوية مصنوعة بطرق تقليدية قديمة. كما أنها موقع العديد من المعابد والمعالم الدينية التي تحكي قصص القرون الماضية، بما فيها مسجد باب الفتوح ومعبد اليهود القديم.
في حين أن الحي الجديد ("حي الحرّام") يعكس الجانب الحديث للمدينة بعمارته الحديثة وأسواقها المتطورة ومطاعمها العالمية. هذا الجزء من طنجة هو المكان المثالي للبحث عن التسوق الراقي والاستمتاع بالمأكولات الجديدة.
ومن الأحياء الأخرى البارزة "الحي الفرنسي" والذي اكتسب اسمه بسبب وجود المجتمعات الأوروبية خلال الفترة الاستعمارية. اليوم، هذا الحي مليء بمقاهي رومانسية ومتاحف صغيرة تضم أعمال فنية محلية ودولية.
أما بالنسبة لأهل المدينة، فهم معروفون بكرم ضيافتهم ولطفهم مع الزوار. اللغة العربية والأمازيغية والإسبانية كلها تُستخدم بشكل شائع هنا كوسيلة للتواصل بين السكان. إن السير عبر أزقة وشوارع طنجة هو رحلة حقيقية عبر التاريخ والثقافة، حيث يمكنكم الشعور بتاريخ المدينة الغني وتعايش مختلف الثقافات تحت سقف واحد.
