الساحل الجزائري، امتداد فاخر لخليج البحر الأبيض المتوسط عبر الريف الخلاب للشمال الشرقي لإفريقيا. هذا الرونق الطبيعي الجميل يشكل جزءًا مهمًّا من جغرافيا الدولة الواسعة والمذهلة، الجزائر. بطول مذهل يصل تقريبًا إلى ألف كيلومتر، يمثل الساحل الجزائري القناة البحرية الرئيسية للدولة، مقدمًا لمحة بانورامية خلابة للبحر اللامتناهي والأفق البعيد اللا متناهي.
يمتد الساحل الجزائري بشكل انسيابي ومنعرج على شكل قرنة جميلة تعكس تاريخ وحاضر واحتمالات مستقبل هذه الأرض العريقة. منذ العصور القديمة، كان ذلك الجزء الشمالي من الوطن العربي المُقدّر مليئًا بالموانئ النشطة والحركة التجارية الدائمة، وهو الأمر الذي يعكس أهمية موقع الجزائر الاستراتيجي كبوابة برية وبحرية لقارات أوروبا وإفريقيا وآسيا.
مع مرور الوقت والبقاء ثابتًا ضمن المنطقة نفسها، استمر الساحل الجزائري في تقديم العديد من الفرص الاقتصادية والثقافية والسياحية المثالية لسكان وأصدقاء هذا البلد المضياف. سواء كانت الرحلات السياحية الجميلة أو عمليات نقل البضائع الحيوية أو حتى الرياضات البحرية المحبوبة كالسباحة والتجديف بالكاياك، فإن خطوط المياه الرائعة تلك قد عززت الحياة اليومية للشعب الجزائري وساهمت أيضًا في تطوير المجتمع اقتصاديًا وثقافيًا.
بالإضافة لطوله الكبير -حوالي تسعمئة وستة وخمسين كيلومتراً حسب آخر المسوحات الجغرافية الحديثة- هناك أكثر مما يلفت النظر حول منطقة السواحل الخاصة بتلك المملكة العربية المغاربية الفسيحة؛ إذ باستثناء جمال المناظر الطبيعية وظروف الترفيه المنفردة التي توفرها مياه البحر المتوسط صافية اللون وسط غروب الشمس الذهبي، فقد أثبت وجود مثل تلك السواحل قدرتها الهائلة على ضمان الأمن الغذائي بسبب استخداماتها المكثفة لأغراض الزراعة والصيد البحري التقليدي ونقل الثروات الحيوانية والنباتية المختلفة داخل خارطة عالم التجارة الدولية الواسعة.
وأخيراً وليس آخراً، يعدُّ الساحل الجزائري أحد المعالم البارزة لدولة تتمتع بالقوة والتنوع الثقافي والجغرافي والديني والعلمي أيضاً. إنه ليس مجرد تمثيل مرئي جميل فحسب بل رمز فريد يحكي قصة مكان خاص بنظرة فريدة للحياة على طول حواف أرض ترتبط ارتباطًا مباشراً بالأرض والشمس والماء، وكل ما يحيط بهذه الدول الناطقة بالعربية الرائعة.