- صاحب المنشور: يارا السوسي
ملخص النقاش:
في العصر الرقمي الحالي، أصبح الإنترنت والوسائط الاجتماعية جزءًا لا يتجزأ من حياة الكثير من الشباب العربي. رغم الفوائد العديدة التي تقدمها هذه الأدوات التكنولوجية، إلا أنها قد تحمل أيضًا تحديات صحية نفسية محددة. هذا التقرير يستكشف التأثير المحتمل للتكنولوجيا على الصحة النفسية للشباب العربي ويقدم بعض الحلول المقترحة لهذا الأمر.
مع انتشار الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر الشخصية، يجد العديد من الشباب العرب أنفسهم يقضون ساعات طويلة أمام الشاشات. وفقا لدراسة أجرتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) عام 2019، فإن أكثر من نصف الشباب العربي بين عمر 18 إلى 34 عاما يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لمدة تزيد عن ثلاث ساعات يوميا.
هذه الاستخدام المكثف يمكن أن يؤدي إلى عدة مخاوف تتعلق بالصحة النفسية. يمكن أن يساهم في زيادة مستويات القلق والإجهاد بسبب الضغوط المتعددة مثل ضغط الأقران، والمقارنة الدائمة مع الآخرين الذين يظهرون حياتهم المثالية عبر الإنترنت، بالإضافة إلى مشاعر الوحدة حتى وإن كانوا ضمن مجموعات كبيرة عبر الإنترنت.
الاضطراب الناجم عن الهاتف
اضطراب استخدام الهاتف المحمول (NOMO - No Mobile Phone)، وهو شعور بعدم الراحة أو القلق عند عدم الوصول للهواتف الذكية، هو ظاهرة شائعة أيضا بين الشباب العربي الذي اعتاد على الاتصال المستمر والتواصل الفوري. هذا النوع من الاضطراب قد يسبب أعراض تشبه إدمان الكحول أو المخدرات، مما يؤثر بشكل سلبي على العلاقات الشخصية والحياة اليومية.
الحلول المقترحة
للتخفيف من الآثار السلبية للتكنولوجيا على الصحة النفسية، هناك عدة خطوات يمكن اتخاذها:
- تعزيز الوعي: نشر المزيد من المعلومات حول تأثير التكنولوجيا على الصحة النفسية وتشجيع الحوار المفتوح داخل المجتمعات العربية.
- التوازن بين الحياة الواقعية والحياة الرقمية: تعزيز قيمة الوقت خارج الشاشة لزيادة التفاعلات الشخصية وتعزيز الروابط الاجتماعية.
- استخدام أدوات التحكم: توفر معظم الأنظمة التشغيلية أدوات للتحكم في الوقت الذي يتم استخدامه في التطبيقات المختلفة. استخدام هذه الأدوات لتحديد حدود زمنية للاستخدام.
- الدعم المهني: بالنسبة لأولئك الذين يعانون من أعراض شديدة مثل اضطراب NOMO، البحث عن المساعدة المهنية من علماء النفس المعتمدين يمكن أن يكون مفيدا.
بالرغم من التحديات التي تواجهنا، يبقى الحلول متاحة لتحقيق نوع أفضل من العلاقة مع التكنولوجيا وتحسين الصحة النفسية للأجيال الشابة.