في عام ١٩٦١ ميلاديّة، غير الحدث التاريخي لبناء "جدار برلين" وجه العالم السياسي تماماً. هذا الجدار الضخم لم يكن مجرد عائق ماديّ تفصل بين دولتين فقط؛ بل كان رمزًا حيًّا لانقسامٍ عميق يعكس حالة الانفعال والصراع الناتجة عن آثار الحرب العالمية الثانية المدمرة. بدأت القصة عندما شعرت الحكومة الألمانيّة الشرقيّة آنذاك (جمهوريّة ألمانيا الديمقراطيّة) بإحساس بالتهديد جرَّاء حركة نزوح كبيرة للأشخاص الراغبين بالمغادرة نحو المنطقة الحرّة والأكثر ازدهارًا اقتصاديًا وهي غرب البلاد.
كان السبب الرئيسي لبناء جدار برلين هو محاولة منع الأفراد من مغادرة حدود جمهوريتيّة ألمانيا الديمقراطيّة باتجاه الغرب بحثًا عمَّا يسمونه حياتهم الأحرار. وصل عدد الأشخاص الذين غادروا شرق أوروبا بشكل غير قانوني إلى الرقم الفلكي البالغ ٢٫٥ مليون خلال الفترة الزمنية القصيرة جدًا بين العامين ١٩٤٩ - ١٩٦۱! وكان لهذه المعاناة الإنسانية أثراً واضحًا لدى زعماء الاتحاد السوفياتي تحت رئاسة نيكيتا خروتشوف حين طلب منهم تدخل رسمي لإيجاد حل فعلي لحالة الفوضى هذه. لذلك أمر بتشييد أول نسخة للجدار باستخدام مساجد شائكة كخطوة مؤقتة لحماية المناطق المحاذية للحدود المشتركة ولكن سرعان ما تحولت تلك الخطوات المؤقتة إلى بنيان دائمة ومستقر مصنوع أساسًا من اللبنات الخرسانية والمعادن الثقيلة بالإضافة لتجهيزات مختلفة منها السياجات الكهربائية وآلات الرصد الآلية وغيرها كثير مما أفقدها اسم "الجدار".
لم تكن عملية تهريب البشر عبر جدران التقسيم سهلة مطلقًا فقد تعرض العديد ممن حاول القيام بها لعقوبات شديدة وحتى الموت أثناء تنفيذ مهمتهم البرتوكوليّة، لكن رغم كل العقبات ظلت الروح الانتصارية حاضرة عند أغلبية هائلة خرجوا أحياء منتصرين بذلك انتصار حياة جديدة لهم ولغيرهم أيضا. أما بداية النهاية لهذا الفصل المر لم تحدث الا بعد مرور ۲۸ سنة كاملة منذ اللحظة الأولى بدء الإنشاء وذلك تحديد يوم الموافق التاسعه نوفمبر لعام ۱۹٨۹ وبذلك تكون نهاية عصر جديد يدشن بديل آخر وهو إعادة الوحدة الوطنية لاسرائيل الدولة الموحدة مجددآ .