مدينة مكة المكرمة, القلب النابض للعقيدة الإسلامية, تضم مجموعة من المواقع ذات الأهمية الروحية والدينية البالغة, والتي تشكل رمزًا حيًّا للإيمان لدى مليارات المسلمين حول العالم. هنا نستعرض الأبرز منها:

المسجد الحرام: قلب الدين ومصدر القداسة

يعتبر المسجد الحرام جوهر التقوى والمعبود الأكبر لملايين المؤمنين سنوياً. هذا المكان له مكانة خاصة جدًا في قلوب المسلمين لأنه الموقع الفريد الذي تتجه إليه القبلة في كل صلاة. وتعود جذوره الأولى إلى القرون الأولى للإسلام ولكن توسعاته الحديثة بدأت منذ القرن الخامس عشر عندما أعاد السلطان العثماني سليم الأول بناء الجزء الشرقي منه. يشمل المسجد عدة مواقع مقدسة مثل "مقام إبراهيم"، "بئر زمزم" و"الصفا" و"المروة".

الكعبة المشرفة: مركز الطواف ورمز الإخلاص

تمثل الكعبة المشرفة محور رحلة الحاجز السنوية وهي أيضاً نقطة تجمع الجميع أثناء فريضة الحج. بنيت قبل ظهور الإسلام لكن تصميمها الحالي نتيجة لسلسلة طويلة من أعمال الترميم والتنسيق. يصل ارتفاعها نحو الـ 15 متراً بينما تحيط بها قاعدة بطول 10x14 متر تقريبًا.

فندق برج الساعة: شاهق سماء مكة وفخر الهندسة العمرانية

برج الساعة ليس مجرد بناية عالية فقط بل إنه إنجاز معماري مذهل يقف شامخاً بجوار المسجد الحرام. كان لفترة طويلة الثاني بعد طولاً عالمياً حتى سنة 2011 عندما بزته بعض البرجين الآخرين بالإرتفاع، ولكنه يبقى الأكثر شهرة بسبب اكبر وجه للساعة فيه. بالإضافة لذلك، فقد أصبح فندقًا فاخرًا يحتوي علي مرافق حديثة ومتجر كبير ومعارض متنوعة داخل أروقته الواسعة.

غار ثور: ملجأ الرسالة المحمدية

يقع غار ثور فوق أحد الجبال المطلة على المسجد الحرام وعلى مساحة صغيرة نسبيا، الا انه يتميز بتاريخ مهم جدا بالنسبة للمعتقد الاسلامي. لقد اختبأ الرسول محمد صلى الله عليه وسلم برفقة أبي بكر الصديق رضي الله عنه في هذا الكهف الآمن أثناء فترة الهجرة الشهيرة إلى المدينة المنورة.

متحف مكة: ذاكرة الماضي والحاضر الاسلامي

يعرض المتحف الواقع ضمن قصر الزاهر مجموعة واسعة من التحف والمعروضات التي تعكس تاريخ وثقافة المملكة العربية السعودية بشكل عام وكذا موروثاتها الثقافية والحضارية المختلفة. يمكن زواره مشاهدة نماذج نادرة للأعمال اليدوية والنصوص المكتوبة بخط النسخ والكوفية وغيرها مما ينقل الشعور بالحكايات القديمة لإحدى أشهر الأمصار المسلمة عبر التاريخ الانساني.