تجسد مسيرة دولة قطر وتطورها الحديث عملاً متوازنًا ومتناسقًا يعكس تقديرًا واحتفالاً بالتراث المحلي والعادات التاريخية. يعد التراث القطري ذاكرة حية لماضي البلاد، وهو مصدر فخر لكل مواطن فيها، فهو يعكس هويتها وينمي شعور الانتماء لديها. يلعب التراث دوراً محورياً في إبراز مكانة قطر ثقافياً وعالمياً، ويعود ذلك لأهميته الاستراتيجية في تسويق المقومات الثقافية والتاريخية للدولة.
إن حرص السلطات القطرية على تطوير المشاريع المعمارية المستوحاة من التراث القطري يشهد على وفائها لهذه الروابط التاريخية العميقة. وقد أسفر هذا الجهد عن إنشاء العديد من المعالم البارزة التي تتميز بنمط معماري تراثي مميز، مما جعل منها جسراً يربط بين أصالة الماضي وحداثة الحاضر. إضافةً لذلك، فقد شهدت السنوات الأخيرة افتتاح عدة مراكز للفنون والثقافة وللغات، وأقيمت فعاليات عالمية عديدة ومتاحف تستعرض تاريخ المنطقة وتراثها الشامل. كل تلك الأعمال عوامل ساعدت على ترسيخ موقع قطر كنقطة جذب رئيسية لعشاق الثقافة والتاريخ والسياح المهتمين بالحضارات المختلفة.
وعلى خطى هذا النهج التنموي المتواصل، قامت الحكومة القطرية بإحياء العديد من جوانب التراث الأصيلة والصيقة بتاريخ البلاد. تضمنت جهود الترميم والإحياء فنون الحياكة التقليدية كالنسج والسدو والتشكيل على خوص النخل وزخارف الجبس والفخاريات وغيرها الكثير. ولا تزال سوق "واقف"، أحد أكثر الأسواق شهرة، يحتفي بكل هذه الصناعات التقليدية ويتيح الفرصة لاستكشفها أمام زواره الوافدين بكثرة للاستمتاع بما تعرضه من منتجات يدوية وملابس تقليدية ذات طابع خاص. بل إن الوزارات ذات العلاقة دعمت هذه الجهود بدور مجتمعي واجتماعي، حيث تولّت رعاية نادي الجسرّة الثقافي الاجتماعي لإدارة سوق واقف وفق رؤية مدروسة تربط بين حاضر المجتمع وظروف حياته وماضي أجداده وآثارهم العمرانية الرائجة حتى يومنا الحالي!
وفي مشهد آخر للتزام القطريين بحماية ميراث آبائهم، نجحت حملة ترميم الأحياء القديمة الناجحة والتي تشمل مناطق مشيرب ومواقع أثريّة بارزه مثل حصن الزبارة المسجل لمواقع التراث العالمي وهو مصنف رسميًا كتالسيل الدائم للأيام الجميلة منذ بداية القرن العشرين والذي يجذب الآن هواة الرؤية والاسترخاء وسط بيئتهم الطبيعية الآمنة والمحاطة بالأماكن الخلابة المؤثرة بانطباعات جميلة للغاية! وتمثل المتاحف التراثية والمعارض الفنية الموجودة بالنطاق القطري امتداد لحفظ ذكريات شعب واحد وتغيير شكل الحياة العامة اليوم عبر تقديم منظور غير تقليدي لقضايا شبحية مؤثرة بالنسبة لهؤلاء الذين يرغبون باسترجاع ذكرى أيام مضت ولكن بصيغة جديدة تمامًا– تمامٌ كهذا المنظور الذي يسعى لتحقيق هدفه المعلن بفضاءاته المفتوحة أمام الجمهور بغرض التعلم واكتشاف الذات وغرس بذور التفاهم فيما بين الأفراد والشعوب المختلفين نظرتهم وطرق تفكيرهم تجاه نفس الموضوع لكن من منظورات مختلفة بعض الشيء!
ومن نافلة القول مشاركة طفولة الأطفال وتربية الشباب داخل وطن آمن وشبع بالسعادة جزء حيوي لفلسفة بناء شخصية الطفل المتكاملة تفكيراً وخلق القيمة الاجتماعية داخله لذا فإن تثبيت مفاهيم التعلم المبكر باستخدام وسائل مبتكرة تعتمد علي محتوى تفاعلي جذاب مرتبط بالتراث الإسلامي تعد أولويات قصوى تقدمها فعليا مؤسسة متحف الفن الاسلامي وبرامجه الدراسية المصمم خصيصاً لبناء قاعدة معلومات ثاقبة ومعلومات عملية عالية العمق تساعد الطلاب علي التواصل بفعالية مع محيطهم الخارجي وفي جميع مراحل عمرهم الأكاديمي وهم يؤمنون بأن حقائق علم التاريخ يمكن ان تكون ممتعه وقابله لأن تصبح محفزا للإبداع الشخصي إذا فقط تم عرضها بالطريقة المناسبة وهذا بالفعل مايكرسونه هم أساسيات منهج العمل الخاص بهم المثمر دائماً!
