تقع مدينة أبو سمبل جنوب مصر بالقرب من الحدود السودانية, وهي جوهرة نوبية تضم اثنين من المعابد الفريدة والمذهلة التي يعود تاريخها إلى عصر الملك رمسيس الثاني. هذه المدينة تعتبر شهادة حقيقية على عبقرية الهندسة القديمة والفنية المصرية.
معبد أبو سمبل الكبير هو واحد من أكثر المواقع السياحية شهرة واهمية في العالم المصري القديم. بدأ بناء هذا المعبد حوالي العام 1264 قبل الميلاد وقد تم الانتهاء منه بعد ذلك بثلاث سنوات. وهو مكرس للإله آمون رع وإله زوجته موت وابنهما خنسو. يضم المعبد مجموعة رائعة من المنحوتات والنصوص الهيروغليفية التي توضح التفاصيل الدقيقة للحياة اليومية والقوانين والقواعد الاجتماعية للمجتمع المصري القديم.
أما بالنسبة لمعبد أبو سمبل الصغير فهو مخصص لإبنة الملك رمسيس الثانية، نفرتاري. يتميز هذا المعبد بنقوشه الرائعة التي تصور المشاهد الاحتفالية والدينية بالإضافة إلى مشاهد الحياة المنزلية للملك ومخططاته العسكرية.
على الرغم من تعرض المدينة للفيضان المتكرر لنهر النيل، إلا أنه تم حفظ هذين المعبدين بشكل مذهل نتيجة لحملة الإنقاذ الشهيرة التي قادتها اليونسكو في الستينات. حيث قاموا بنقل كلا المعبدين كاملاً بعيدا عن موقعه الأصلي لتجنب الغرق تحت المياه الجارية للنهر.
استمراراً لهذه القصة المثيرة للاهتمام، يمكن الزائر أيضا التعرف على الثقافة والتقاليد المحلية للأشخاص الذين يعملون ويعيشون حول هذه التحفة الأثرية. إن زيارة أبو سمبل ليست مجرد رحلة عبر التاريخ ولكنها أيضاً فرصة لاستمتاع بالجمال الطبيعي والاسترخاء بين أحضان الصحراء الأفريقية الخلابة.