مدينة لندن الجميلة، عاصمة المملكة المتحدة، تحتضن موقعاً فريدًا في جنوب شرق بريطانيا عند خط الطول -0.1257 ودائرة العرض 51.5085. عندما نتحدث عن أقرب الدول إليها، فإن الناظر نحو الجنوب الشرقي سيجد فرنسا تستحوذ على هذا اللقب بكل بساطة. فالخط البحري الشهير بالقناة الإنجليزية يفصل بين البلدين ولكن ليس قبل أن يستقبلك جمال ميناء كاليه الفرنسي الجميل، والذي تبعد عنه لندن بحوالي ١٥١ كم فقط لتكون بذلك أول جار إقليمي لهذه العاصمة العالمية التاريخية. وعلى الرغم من كون بلجيكا أيضاً ضمن دائرة المنافسة برصيد ٢٠٦ كيلومتر إلى مدينة كوبيغير المحاذية للساحل الإنجليزي إلا أنها تأتي ثانية خلف أقرب رفيقة لبريطانيا الغالية.
وتتميز فرنسا بموقع استراتيجي ممتاز ضمن جغرافية غربية لأوروبا يحده عدة مصبات بحرية هامة تشمل قناة "البلفاست" وخليج هيل هونلي بالإضافة لبحر الشمال والبحر المتوسط والأطلسي الواسع. كذلك تتمتع الحدود البرية للدولة بشراكة جيوبوليتيكية مفعمة بالحيوية حيث تربطها سلسلة ممرات أرضية مباشرة مع كل من موناكو بإيطاليا ولوشيمبرج والنمسا وأندورا وسويسرا وغيرهما مما يعكس تاريخ طويل متحددا بالتاريخ الروماني القديم والمعارك الأوروبية الحديثة ذائعة الصيت خلال القرون الأخيرة.
ومن المؤكد أنه لم يعد هناك حاجة للتخوف بشأن عبور القناة نظرًا لما توفره منظومة نقل حديثة ومتكاملة تضمن لك الوصول بسرعة وأمان لكلتا الضفتين. فهناك خيار انتقال النفق الذي ينشطه القطارت عالية السرعة والتي تمر بتلك المناطق منذ سنة 1994 وما زالت قائمة حتى اليوم. وفي الوقت نفسه تظل خدمات شحن المركبات البحرية فعاليتها ذات أهميتها خاصة وأن خدمات فتح الباب مؤمنة أكثر فأكثر الآن بعد تطوير شبكات مواصلات دولية آمنة وموثوق بها بشكل كبير حاليًا . فلا بد لنا حينما ندخل مجال الاستعداد للإبحار باتجاه نقطة المغادرة الآمنة لن تسأل نفسك دومًا : كنه هدف الرحلة ؟ فالإجابة تكمن دائمًا وسط صفاء مياه هذه الأحواض الفضية وهمسات نسائم نسائم الشهرة عالمياً ... هل ترغب باستشفاف المزيد؟!
