البرتغال، البلد الجميل الواقع في جنوب غرب أوروبا، غنية بتاريخ طويل ومتنوع يعود جذوره إلى العصور القديمة. واحدة من أكثر الحقب تأثيرًا التي تركت بصمتها واضحة هناك هي الإمبراطورية الرومانية. رغم مرور قرون عديدة، فإن آثار هذه الفترة ما زالت قائمة وتشهد على الوجود القوي والحضارة المتقدمة للرومان في هذا الجزء من العالم.

في قلب لشبونة، العاصمة الدافئة والمفعمة بالحياة، يمكن للمرء اكتشاف العديد من الآثار الرومانية. "Mercês"، وهي منطقة كانت مركزاً تجارياً مهماً خلال عهد الرومان، تحتفظ اليوم بمباني رومانية متكاملة مثل محكمة المحافظة ومحطة المياه العامة. بالإضافة إلى ذلك، يشكل معبد Augustus جزءاً أساسياً من متحف الأركيولوجيا الوطني، مما يوفر نظرة ثاقبة حول كيفية حياة واستعراضات القدماء.

وفي مدينة إكوينو، الواقعة داخل المنطقة التاريخية Alentejo، يوجد Amphitheatre de Évora الشهير - وهو أحد أشهر الأمثلة الباقية لأعمال الهندسة الرومانية المعقدة والباهرة. تم بناؤه حوالي القرن الثاني الميلادي ويتسع لحوالي 4,500 شخص، وقد استخدم كمركز للتسلية والعروض الرياضية والقضاء على المجرمين خلال أيام الإمبراطورية الرومانية.

وتعد قلعة أوليفورا كمانشيرا مثال آخر مذهل للأثر الروماني في البرتغال. هذه القاعدة العسكرية الهائلة التي بنيت منذ أكثر من ألفي عام تعكس قوة وروعة الجيش الروماني آنذاك. كما أنها توفر إطلالة خلابة على الريف الخلاب المحيط بها.

ومع ذلك، ليست فقط المدن التي تحافظ على تراثها الروماني؛ بل حتى بعض المناطق الرعوية الصغيرة مثل ماتوسينهوس تحتوي على آثار مهمة. هنا يمكن الزيارة لمصنع النبيذ القديم الذي يدعى 'Casa do Povo' والذي كان يستعمل أيضاً كمستودع للحبوب والزيتون أثناء حقبة الحكم الروماني.

وبالتالي، سواء كنت مهتماً بالتاريخ أو الفن أو الثقافة بشكل عام، ستجد رحلة عبر الآثار الرومانية في البرتغال تجربة فريدة وساحرة لن تُنسى أبداً.