يبقى برج ساعة مكة المكرمة شاهداً شاهقاً على الهندسة والمعمار الحديثين، فهو ليس مجرد مبنى عالي الارتفاع، ولكنه رمز بارز لإرادة الإنسان ومقدرته على خلق تحفة فنية حضارية. وبحسب التقارير الرسمية والإحصائيات الفعلية، يصل طول برج الساعة الشهير إلى حوالي 601 متر فوق سطح الأرض. يعد هذا البرج العملاق جزءًا لا يتجزأ من المشروع الكبير لاتحاد أبراج البيت في مكة المكرمة.
على الرغم من أنه قد يبدو مثل أي ناطحة سحاب أخرى، فإن له حكايات خاصة تتخطى حدود الجغرافيا والتاريخ. فقد تم تصنيفه كمبنى الدولة الأكثر نفوذاً والأكثر غلاءً، حيث بلغت تكلفة بنائه حوالي ١٥ مليار دولار أمريكي. يتميز بتصميم فريد يشبه علبة الأحذية المصنوعة خصيصاً للأهداف الدينية والسياحية.
يجسد برج ساعة مكة بوتقة تنصهر فيها الثقافة الإسلامية والحداثة العالمية بشكل غير تقليدي للغاية. حيث تزدان جوانب البرج الخارجيين بالآيات القرآنية العظيمة ورسائل "الله أكبر" المكتوبة بخطوط ذهبية لامعة. بالإضافة لذلك، يستضيف البرج العديد من الخدمات والمرافق الأخرى بما في ذلك الفنادق الفاخرة، وصالات المطاعم ذات الطراز العالمي، ومعرض الصور الفوتوغرافية المتحركة وغيرها الكثير مما يجذب انتباه الزائرين المحليين والدوليين على حد سواء.
ويعتبر الوجه الرئيسي للساعة أحد أهم سماته البارزة أيضاً - فهي الأكبر عالمياً حتى الآن! تمتد عقارب تلك الساعة عبر أربعة اتجاهات رئيسية لتظهر الوقت بدقة عالية رغم ارتفاعها الجنوني المرتفع نحو السماء. ومن الجدير ذكره هنا أن ساعات برج ساعة مكة ليست فقط دقائق وساعات ولكن أيضا لحظات ثمينة للحجاج أثناء تجوالهم حول الكعبة الشريفة داخل حرم بيت الله الحرام مباشرةً. وبالتالي أصبح موقعها الاستراتيجي نقطة جذب أساسية للمصلين وزوار المنطقة الغالية هذه.
وعندما نتحدث عن تصميمه الداخلي والخارجي، فلابد لنا من ذكر اسم المهندسين والفنانين الذين شاركوا بإبداع ملموس فيه. وقد تولى التصميم العام لهذا الهيكل الرائع الدكتور مهندس معماري ألماني يدعى ماهر رشاد بوشر جنباً إلى جنب مع فريق عمل سعودي متخصص أدى دورًا فعالا ومتكاملاً لتحقيق الوصف الراقي الحالي لهذه التحفة العمرانية الحديثة حقاً.
بشكل مختصر، يبقى برج ساعة مكة شاهداً حيّاً على الروحانيات والقوة البشرية والثراء التاريخي والثقافي للجنس البشري جمعاء. إنه لا ينقل رسالة بل ويعكس نموذجاً فريداً لبناء المدن المستقبلية بطريقة مبتكرة وجاذبة للعقول والعقول النيرة حول العالم .
