معالم البتراء التاريخية: جوهرة الطبيعة والحضارة الإنسانية

تمثل البتراء، الواقعة في الأردن، واحة فريدة تجمع بين جمال المناظر الطبيعية الخلابة وبين روائع الهندسة المعمارية والتاريخ الإنساني الغني. تعد هذه المدي

تمثل البتراء، الواقعة في الأردن، واحة فريدة تجمع بين جمال المناظر الطبيعية الخلابة وبين روائع الهندسة المعمارية والتاريخ الإنساني الغني. تعد هذه المدينة الأثرية وجهة عالمية بارزة، حيث تجذب ملايين الزوار سنوياً ليتعجبوا من معمارها الجبلي المثير للإعجاب وموقعها الاستراتيجي السابق. دعونا نتعمق أكثر في بعض أشهر معالم البتراء ونستعرض إنجازاتها الحضارية المبهرة:

1. الخزنة - كنوز الماضي المدفونة:

يُعد "الخزنة" أو "الكَنْدَر"، أحد أهم الرموز الثقافية في العالم، بفضل موقعه المثالي محفوراً بالكامل داخل جبل محيطي من الصخر الأحمر الناعم. يرجع تاريخ هذا الضريح المهيب إلى القرن الأول ميلادي تقريبًا، وكان مقصد قبيلة الأنباط الثراء آنذاك. يتميز التصميم الخارجي لبناء الخزنة بنقوش دائرية وشبه دوائر تعكس فن الخط العربي القديم واستخدام الأعمدة العملاقة والشاشات الحجرية ذات الأشكال الهندسية الرائعة.

2. مسرح البتراء – مكان الاحتفالات والاحتفالات:

يعد المسرح جزءًا حيويًّا آخر من الآثار الباقية في قلب المدينة الأثرية، يعود إنشاؤها منذ القرن الثاني الميلادي بحسب تقديرات علماء الاثار لكنه شهد توسعات لاحقة أثناء الحكم الروماني لما يقرب ألف سنة حتى اليوم الحالي! تتكون المنصة الرئيسية للمسرح من ثلاث طبقات رئيسية مدمجة بشكل ساحر تشكل مدرجات متدرجة تضم أكثر من ألفي مقعد مما يشهد مدى تأثير ثقافة الانباط المتقدمة حينها وكذلك رواج الفنون الأدبية والعروض الترفيهيه المختلفة كالرقص والكوريغرافيا وغيرها الكثير .

3. الدير - متحف مفتوح للسرديات الجدارية:

إحدى أبرز التحف الموجودة هناك هي "الدير". تختلف تسميتها حيث تصنف كتوابيت ملكية ولكن موقع تصوير الرسومات الملونة لجداراته الخارجية فقد جعل منها معلم جذب مميز ايضا ، وإضافتها لفئة المباني الدينية نظرا لإعادة توظيفها كمكان لعبادة المسيحييين اثناء الفترات المبكرة للتوسع الإسلامي وزمن حكم الدولة البيزنطية لحوض البحر المتوسط الشرقي والدول المجاورة لها مباشرة مثل بلاد الشام وما حولها أيضاً بما فيها فلسطين حاليًا وجنوب تركيا وغربي العراق وسورية فعلى أرض تلك البلدان شهدت عصر النهضة وانتشر التعليم والقراءة والكتابة ولغات جديدة كانت غير معروفة سابقًا لغير القلة القلائل فقط ممن لديهم القدرة على الوصول إليها بسبب قصر عمر أغلب كتبهم المكتوبة بخط اليد والتي غالبًا ما تكون مكتبات خاصة لأسر المالكة لها لذلك اعتبر دارا وليس مجرد موضع للدفن وحسب وإنما هو عبارة عن معرض خارجي لتلك المحفوظات الفنية الشهيرة هناك !

4. المعبد الأكبر– تحفة معمارية شاهقة:

ترجع جذوره التاريخية إلى العام ٢٥ قبل الميلاد ، ويقع شمال شرق مدينة البترا التجارية القديمة ., يأتي اسمه وفقًا لاتجاهه نحو الشرق ليكون مواجهًا له سبقت ذكرونه آنفا , أما سبب وصفه بـ"الكبير" فهو نتيجة لقربه جغرافياً منه وفروقه الهائلة عنه حجماً وطولاً إذ يصل ارتفاع فوق سطح الأرض خمسة عشر متر بينما عرض أبواب دخوله الداخلية وحدها يتخطى الثلاثين ؛ كذلك صدَّمت الاكتشافات الأخيرة لعالم الآثار بروان انخفاض مستوى الماء تحت قاعيته والذي بلغ اكثر من عشرة امتارا رغم عدم وجود أي شبكات صرف طبيعي بالقرب منه ولم تبدوا عليه علامات تراكم المياه مطلقاً وهذا دليل ضمني على نظام صرف متقدم جدا ومعقد للغاية عمل سكان المكان حينها بكل تفاني ودقة خارقة لصيانتهم وصيانة المستوى العام للغرفة الرئيسة وكامل اجزائها الصغيرة والكبيرة أيضا مما يوحي بأن ساكنوه قد كانوا يستعملونه لاستقبال زواره وايصال رسائل رسميه لهم عبر كتاباته المرسومه بتخطيطات معينة ومنطقة واسعه مليئة بزخارف جميلة ترتكز جميعها اساسيات فرعونية .

وعند الانتهاء بجولة افتراضية لهذه المواقع الأربع المذكورة أسلفاً ، تبقى نقطة أخيرة وهي الأمر الأكثر شهرة وضوح كواليس حياتهم الاجتماعية والثقافيه المتنوعة ومن هنا تأكد لنا دور رجال الدين ذوي المصالح المشتركه لدى كل مجتمع بشري سواء سياسي أو اقتصادي وهم مجموعة خبراء حرفيون ماهرون قادرون بإتقان حرف مهارات مختلفة ومتعلقة بصناعة مواد البناء الخاصة بهم أيضًا . وفي النهائية ستجد أمام أعينيك شريط انتصار رائع للحياة البشرية عموما حيث أنها اتخذتها مركزا دائما لنشاطاتها اليوميه وكانت روحانيه تخاطب الله في احياء يوم العمل وظيفته أساس نشوئهه بهذا الموقع تحديداً .

التعليقات