تعدّ مملكة البحرين دولةً صغيرةً ذات موقع استراتيجي فريد، تقع في قلب منطقة الشرق الأوسط على السواحل الجنوبية الغربية لبحر الخليج العربي. منذ استقلالها عن المملكة المتحدة في الخامس عشر من أغسطس عام ١٩٧١، تميزت سياسة البحرين الداخلية بتطبيق شكلٍ مميزٍ لنظام الحكم. هذا النظام يُعرَف بالنظام الملكي الدستوري الوراثي، والذي يقوم على أسس متينة لفصل السلطات الثلاث الرئيسية - التنفيذية، والشريعة، والقضائية - ضمن إطار قانوني واضح وضمان تكامل دورها وفقاً لنصوص الدستور.
يتولى رأس الدولة سلطة الحكومة الفعلية بصفته "الملك"، حاليًا ذلك يشمل حضرة صاحب الجلالة الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، الذي تسلم زمام الأمور في الرابع عشر من فبرايرلعام ٢٠٠٢ بعد وفاة أبيه المؤسس لمملكة البحرين الحديثة. أما بالنسبة لشخصيات أخرى مهمة تتعلق بالحكم فقد شغل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة منصب النائب للشؤون الأولى لرئيس الوزراء وعضو مجلس الدفاع الأعلى منذ سنة ٢٠٠٤ حتى الآن.
على الصعيد البرلماني، تشكل السلطة التشريعية بموجب دستور البلاد عبر مجالس اثنين هما؛ مجلس شورى مُعين برئاسة الملك مباشرة ويضم نحو الأربعين عضواً بهدف تقديم المشورة للحكومة بشأن مختلف المسائل المصيرية للدولة والمجتمع المحلي. بينما يتألف المجلس الثاني المعروف بمجلس النواب المنتخب حديثاً بما مجموعه أربعة وثلاثين مقعداً منتخباً بشكل مباشر بواسطة الاقتراع العام لكل المواطنين البالغ سن الرشد القانوني لديهم الحق الانتخابي المؤهل لإبداء رأيه والتعبير عنه بحرية كاملة وبشكل علني تحت مظلة العملية السياسية المفتوحة والديمقراطية التي تنتهجها بلادنا العزيزة مملكة البحرين.
إن الهيكل الدستوري المتكامل لجهاز الدولة البحرينية يحظى باحترام كبير نظرا لما يوفره لكافة أفراد المجتمع وأصحاب القرار السياسي والثقافي داخل البلاد وخارجها من خلال تعزيز الحوكمة الرشيدة واحترام حقوق الإنسان والحريات العامة ووضع قوانين وإجراءات تضمن سير العمل الحكومي بإدارة فعالة وشفافية مطلقة. إن هذه المبادرات الواضحة تثبت حرص الإدارة الوطنية على تحقيق تقدم اقتصادي واجتماعي مستدام يراعي احتياجات جميع شرائح الوطن وأجياله المختلفة المستقبلية أيضًا.
وفي ضوء الحديث السابق حول التنظيم الداخلي لدولة البحرين ونظام الحكم الخاص بها، فإن الأمر يستحق التأكيد أنه وعلى الرغم مما قد يبدو بسيطا عند النظر إليه superficially ، إلا أن الواقع عميق ومعقد للغاية! يكمن جوهر قوتها ونجاحها في قدرتها على توحيد مجموعة متنوعة ومتنوعة ثقافياً وجغرافياً تحت راية واحدة موحدة تعمل جنباً إلى جنب لتحقيق هدف مشترك وهو صياغة نموذج حياة جديد أكثر ازدهاراً واستقراراً واستقراراً داخلياً ملوناً وغزيراً بالعناصر الثقافية والاجتماعية والإنسانية الفريدة الخاصة بكل فرد منها.