كانت الدرعية، الواقعة على ضفاف وادي حنيفة، العاصمة الأُولى للمملكة العربية السعودية منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى. ترجع أهميتها التاريخية إلى دورها كمكان لحركة التجديد الديني التي دعا إليها الشيخ محمد بن عبد الوهاب والإمام محمد بن سعود، مما جعل منها مركزًا للحكم والعلوم خلال القرن الثامن عشر الميلادي. ظلّت الدرعية تحت حكم آل سعود حتى العام ١٨٢٤ ميلادية، حين انتقل مركز الحكم رسميًا إلى مدينة الرياض بناءً على قرار من الإمام تركي بن عبدالله.
تأتي تسمية "الدرعية" نسبة إلى قبيلة الدروع، إحدى القبائل التي استقرت في تلك المنطقة الغنية بالحياة البيئية والبشرية الفريدة. فقد اجتمع سكان هذه القبيلة مع آخرين قادمين من نجد حول نهر حنيفة، مما شكل مجتمع واحات صحراوي مميز يعكس أصالة الماضي وجاذبية الحاضر السياحية. تشغل الدرعية اليوم حوالي ٢٠١٦ كيلو متر مربع وهي موطن للعديد من المواقع السياحية الرائعة مثل حي الطريف الشهير والذي يعد جزء من قائمة اليونسكو للتراث العالمي. بالإضافة لذلك، تعد الدرعية موطن لمسجد الظويهرة التاريخي الشهير ومعلم طبيعي ساحر يتمثّل بوادي حنيفة وطوله الذي يبلغ حوالي ثمانون كلم ويمتلئ بالمتنفسات العامة ومن أشهرها سد العبل وزاوية المطوية ذات المناظر الخلابة لوادي حنيفة والحي التاريخي المحيط به.