يعتبر برج إيفل أحد أهم معالم باريس وأيقونة فرنسا الشهيرة حول العالم. هذا التحفة الهندسية الرائعة، المصنوعة بشكل أساسي من الحديد المفتوح، صممها غوستاف إيفل وتم إنشاؤه خصيصًا لاستقبال الزوار والمعارض الدولية في العام ١٨٨٩ ميلادي. وقد بلغ ارتفاع هذا المبنى القياسي حينذاك نحو الثلاثمائة متر، مما جعله واحداً من أطول المباني في عصره. منذ بنائه حتى اليوم، ظلّ مكانًا لأبحاث علمية متقدمة واستخدم كمحطة اتصال لاسلكي رئيسية أثناء الحرب العالمية الأولى وبمنصة بث راديوي تلفزيوني عالمي حاليًا.
تستضيف قمة البرج، والتي يمكن الوصول إليها عبر مصاعد حديثة أو السلالم البالغ عدد درجاتها ١٧٠٢ درجة، مطاعم باهظة الثمن ومنظورات بانورامية خلابة لبقية المدينة. يستقبل برج إيفل زواره بلا انقطاع طيلة السنة باستثناء يوم واحد فقط - وهو الرابع عشر من نوفمبر تكريمًا لحادث انهيار جزء صغير من البرج سنة ٢٠١٤. يتم إعادة طلاء الجزء الخارجي للبرج مرة كل سبعة سنوات باستخدام أكثر من ستين طن من الدهانات الخاصة للحفاظ على شكله وزخارفه الأصلية. يساهم العملاق المعدني وحجمه الضخم أيضًا بحوالي عشرة آلاف طن تشكل ثقلًا مباشرًا لهيكل الأرض تحت موقع البرج.
لم يكن تصميم برج إيفل حصيلة عبقرية فردانية بل كانت نتيجة لجهد كبير شاركت فيه مجموعة كبيرة ومتنوعة من الخبراء والمبدعين الذين عملوا جنبًا إلى جنب لإنجاز هيكله الجامح. بالإضافة لذلك، فإن العديد من التفاصيل والتحديات التقنية المرتبطة بتشييد هذا العمل الفريد أدت بدورها لدفع عجلة البحث العلمي والتطور الصناعي في ذلك الوقت. إنه حقًا دليل حيّ على الإمكانات الإبداعية للإنسانية عند الجمع بين الرؤية والإخلاص والإتقان.