تعد مدينة الأقصر الواقعة جنوب مصر واحدة من أهم المواقع الأثرية في العالم، وهي مرآة تعكس تاريخاً حافلاً للحضارة المصرية القديمة. تتميز المدينة بتراثها الثقافي الغني والذي يعود لألف سنة قبل الميلاد. تُعتبر الأقصر العاصمة الثانية لمصر بعد القاهرة وتضم العديد من المعابد والمقابر الملكية التي تشهد على عظمتها العمرانية والدينية.
لقد كانت الأقصر مركزاً هاماً خلال القرن الثامن عشر والثامن عشر قبل الميلاد عندما كانت عاصمة الدولة الحديثة للمملكة المصرية. شهد هذا العصر نهضةً ثقافية ومعمارية كبيرة أدت إلى بناء معابد ضخمة مثل معبد الكرنك ومعبد حتشبسوت وغيرهما الكثير مما يجعلها مقصد سياحي رئيسي للباحثين والمهتمين بالتاريخ القديم.
معبد الكرنك هو أحد أشهر الآثار فيها؛ فهو مجمع معابد ضخم يحتوي على مجموعة رائعة من النصب التذكارية والنوافير والأعمدة الضخمة. أما معبد حتشبسوت فيظهر الهندسة المعمارية الرائعة التي تميز عصرها. كما تضم الأقصر مقبرة الملك توت عنخ آمون الشهيرة والتي اكتشفها هوارد كارتر عام ١٩٢٢ م فجرت ثورة معرفية حول الحضارة الفرعونية وأيقظت اهتمام عالمي بالآثار المصرية بشكل عام.
تشتهر أيضاً القرى المحيطة بالأقصر بصناعة التحف اليدوية التقليدية باستخدام مواد طبيعية كالحجر والمعادن. تعد هذه الصناعة دليلا عمليا لتقاليد الحرف التي ورثتها الأجيال منذ زمن الفراعنة. بالإضافة لذلك، تمتلك المنطقة تنوعا بيئياً فريداً تجذب الزوار للاستمتاع برحلات السفاري ورياضات المغامرة المختلفة وسط الصحراء الخلابة الواقعة بجوار نهر النيل الخصيب.
بذلك تستحق الأقصر مكانتها بين مواقع التراث العالمي لما تقدمه من جمال معماري وفنون راقية وثقافة غنية ومتنوعة تساهم كلها مجتمعة في فهم قصة البشرية عبر آلاف السنين الماضية.