كانت الثورة الزراعية في إنجلترا حدثاً بارزاً خلال القرن الخامس عشر والسادس عشر والتي شهدت تحولات عميقة في نظام الأرض والاقتصاد الريفي والبنية الاجتماعية للمجتمع الإنجليزي. بدأت هذه الثورة بتطبيق تقنيات زراعية جديدة مثل استخدام المحاريث الحديدية واستخدام الدورات الثلاثية للتربة، مما أدى إلى زيادة كبيرة في إنتاج الغذاء.
أحد أهم العواقب لهذه التحول كانت زيادة كثافة السكان بسبب القدرة المتزايدة على إنتاج الطعام، وهو ما قاد إلى تغييرات اجتماعية واسعة النطاق. أولئك الذين عملوا كعمال مزارع وجدوا أنفسهم خاضعين لظروف عمل أكثر صرامة مع انخفاض الأراضي المشاع العامة التي كانوا يستغلونها سابقاً. بالإضافة إلى ذلك، فقد العديد من "الفلاحين الأحرار" حقوقهم التقليدية وأصبحوا تحت سيطرة القادة العقاريين بشكل متزايد.
على الجانب الآخر، أصبحت الملكية الخاصة للأرض وسيلة مهمة لتكوين الثروة والاستقرار الاجتماعي. النخب الجديدة التي ظهرت من هذا النظام - بما فيها الأرستقراطيين الجدد والأغنياء التجار - أثرت على السياسات الحكومية وفرقت السلطة بين الطبقات الاجتماعية المختلفة داخل المجتمع الانجليزي.
هذه الثورة لم تكن فقط حول تغيير طرق العمل ولكن أيضا كيف تم تنظيم الحياة اليومية وتوزيع القوة والثروة داخل البلاد. إنها فترة حاسمة في التاريخ البريطاني ولعبت دوراً أساسياً في تشكيل العالم الحديث كما نعرفه.