تقع مدينة البصرة الجميلة في جنوب العراق، وهي بوابة بلاد الرافدين إلى المياه الضحلة للخليج العربي. تعتبر المدينة ثاني أكبر مدن البلاد من حيث السكان بعد بغداد، كما تشتهر بتاريخها العريق والحضاري الذي يعود لأكثر من ثلاثة قرون قبل الميلاد. تتمتع البصرة بموقع استراتيجي جعل منها مركزاً تجارياً هاماً على مر التاريخ بسبب موقعها المتاخم للشريط الساحلي الشرقي للخليج العربي.
يمكن تقسيم الجغرافيا الطبيعية للمدينة إلى قسمين رئيسيين: المنطقة الشمالية التي ترتفع قليلاً فوق سطح البحر وتمثل الجزء الأكبر من مساحة الإقليم القديم للأقضية الثلاثة (البصرة، القرنة وعربستان سابقا). بينما تتألف المنطقة الجنوبية من وديان الأنهار الرئيسية مثل شط العرب ودجلة والفرات والتي تعطي طابعا خصبا خصبا وبساتين خصب بالمقابل.
تتميز مدينة البصرة بأراضيها المنبسطة نسبيا مما يجعلها عرضة لتجمع مياه الأمطار بشكل مؤقت خلال فصل الشتاء ولكن سرعان ما يتم تصريف هذه المياه عبر القنوات والأودية النهرية المنتشرة داخل وخارج حدود البلديات الحضرية للسكان المحليين والعابرين التجاريين أيضا. هذا الموقع الفريد جنبا إلى جنب مع المناخ معتدل الرطب أدّى لنمو غني بالغطاء النباتي والموارد الطبيعية الأخرى مما ساعد الاقتصاد المحلي بكثافة منذ القدم حتى يومنا هذا.
إن تاريخ وحضارة وموقع مدينة البصرة الاستراتيجي جعل منها واحداً من أهم المدن السياحية ليس فقط للعراق وإنما لمنطقة الشرق الأوسط كلها؛ نظرًا لما تزخر بها من آثار ومعابد قديمة وفيرة بالإضافة لمواقع ثقافية متنوعة تستقطب الزوار سنوياً للتعرُّف والتفاعل مع الثقافات المختلفة التي سادت الأرض منذ عصور مضت واستمرت بالحضور حتى الآن رغم تحديات الجغرافيا السياسية الحديثة. بالتالي يمكن اعتبار البصرة نبراسا للإشعاع الإنساني والثقافي المستمر عبر مختلف مراحل الزمن.