تعدّ حوطة بني تميم واحدة من أجمل المحافظات الواقعة ضمن نطاق إمارة منطقة الرياض بالمملكة العربية السعودية. تحيط بها سلسلة متواصلة من الأودية والجبال الخلاّبة، مما جعل منها كنزاً طبيعيّاً غنيّا بكل المقاييس. تشتهر المحافظة بموقعها الاستراتيجي وسط شبه جزيرة العرب، إذ تبتعد نحو ١۶۰ كيلومتراً فقط عن العاصمة الرياض باتجاه الجنوب. تغطي مساحة هائلة تقدر بحوالي ۳۱۲ كيلومتر مربع، وتعكس ثراءً بيولوجياً فريداً يرجع أساساً لطبيعة التربة الخصبة والملائمة جداً لأنشطة زراعية متنوعة.
يتنوع التركيب السكاني لحوطة بني تميم بشكل كبير ويعكس التفاعلات الثقافية المتنوعة عبر القرون العديدة الماضية. يعيش حاليًا حول ۳۹٬۰۰٠ فرد في هذا الجزء الفريد من البلاد، بينما عرفت قديمًا أيضًا باسم "المجاورة"، ثم لاحقا باسم "بريكة". نشأت فكرة هذين الاسمين بناءً على الروابط التجارية والقائمة الاقتصادية لأهل المنطقة آنذاك.
تأثرت حضارة حوطة بني تميم بشكل ملحوظ بالتراث العمراني العتيق لهذه الأرض المباركة. تضم قائمة الآثار الشهيرة بالقربِ منها قلعتَيْ أميرْ الدِّين طَرَقِي بن عبد الله وجامعٍ يحده برج شاهق يصل إلى تسعة أمتار تمامًا - وهو المبنى الوحيد المتبقي حتى يومنا هذا بعد نزوح أغلبية ساكنيه بسبب عوامل الطبيعة والعوامل البشرية الأخرى مثل النسيان والتدمير غير المتعمَّد للتاريخ. بالإضافة لذلك ، تعد قرية "القهوة" الصغيرة وجهة شهيرة للسياح المهتمين باستكشاف جمال البراري الصحراوية وكيف أنها توفر الظروف المناسبة للحياة النباتية والحيوانية النادرة داخل الكهوف تحت ظلال تلك الهضاب المرتخرة التي تجاور المدينة الرئيسية مباشرة وبعد ساعات قليلة سيرًا على الاقدام .
تعتبر كل معلم أثري جزء أصيل وسرد قصص وحكايات الماضي الراسخ هنا وفي أماكن أخرى مشابهة لهاتان المساحة الفيروزية للجغرافية السعودية. تعكس القلاع والمعابد والحقول الأخاذة روح المكان أكثر من مجرد كونها مواقع ذات مظهر جمالي خارجي جذاب بصريًا... إنها شواهد تتنفس ويضيء وجودها درب الحياة وقداسة الوطن بلا انقطاع!