في عالم واسع ومتنوع، تبرز بعض البلدان لامتلاكها مساحات شاسعة تسجل رقماً قياسياً في الطبيعة والكثافة البشرية. وفي المقدمة يأتي العملاق الروسي الكبير، والذي يُعدّ بالفعل أكبر بلد في العالم من حيث المساحة. تمتدّ أرض الاتحاد الروسي بمساحة مهيبة تتخطى ١٧٫١ مليون كيلومتر مربع، مما يجعل لها بصمة بارزة تشغل ثُمنٍ كبيرٍ من اليابسة التي يسكنها الناس. ورغم تراكم الثروات الطبيعية مثل النفط تحت غاباتها وأراضيها القطبية الشمالية ("التندرة")، فقد اختارت حكومة موسكو الحذر بشأن استخراج هذه المحروقات بسبب الصعوبات والفوائد الاقتصادية المستقبلية.
ويستحق البلد الثاني في الترتيب - وهو كندا - أيضًا هذا المنصب بجدارة؛ فأرض الشفق الشمالي الكريم تأخذ مكانها بالقرب من أعلى هرم القائمة بمجموع كتلته الجغرافية الضخمة والتي تقدر بحوالي ٩٫۹۸۴ مليون كيلومتر مربع. إنها ليست مجرد الأكبر في نصف الأرض الغربي ولكن أيضاً الأكثر امتدادا باتجاه البحر بفضل طوله البحري الذي يزيد عن ٢۰۲۰۰۰ كيلومترا. ومع ذلك، فإن كثافة السكان فيها تعد أقل بكثير مقارنة بالبلدان ذات المساحات الصغيرة نسبياً، حيث يوجد حوالي أربعة أشخاص لكل كيلومتر مربع.
ومن الجدير ذكره بأن الولايات المتحدة الأمريكية تعتلي عرش بعض القوائم الخاصة سواء فيما يتعلق بعدد الأفراد الذين يعيشون داخل حدودها – نحو ۳۲۳٬۹۹۵٬۵۲۸ نسمة حسب آخر تعداد رسمي– أو باحتلال مرتبة متقدمة أخرى متمثلة بثلاثيتها الرائدة عندما نتحدث عن المساحة البرية لهذه الجمهورية الفتية غير مكتملة الثلاثين عاماً منذ استقلالها المعلن سنة ۱۷۷۶ ميلادية؛ إذ بلغ مجموع تلك المقاسات ۹٬۶۲۸٬۸۶۸٫۷٣ كيلومتر مربع وفق البيانات المتاحة حتى تاريخ كتابتنا هذا النص! ومن خلال النظر إليها بنظرة فنية شاملة وجلية يمكن تصور الصورة التالية: إذا تم جمع مساحتَيْ ولاية "آلاسكا" الشهيرة بتجمد مياه مجاري نهري يوكون ونهر كولومبيا وغطائهما الثلجي الدائم والمحيط الهادي المطلة عليهما مباشرة غرباً وكذلك الجزء الخاضع للحكامة السياسية الأمريكيَّة الشرقي الموازي لهيكل جزيرة تاوسكِدو... لن تنخفض نسبة الفرق بينهم وبين رابع أقوى دولة عضو بالأمم المتحدة المصنف ثقافياً كتراث بشري حي اسمها "الصين الشعبية"! فالآخرون خلف الصفوف الأولى هم الآخرون ممن قد يحلم البعض منهم بلقب المنافس الأقرب لكن العين تدمع والحقيقة مؤلمة حين نعلم علم اليقين أنه وبعد تحقيق حلم الانطلاق الريادي سيصبح الأمر مستحيلاً تماما أمام شانغهاي وهونج كونج وغيرهما الكثير عند محاولة تجاوز رقم الحقائق الرقمية الظاهرة لجيرانهم الحاليون السابق ذكر أسماء عدة مدن منها.
بالانتقال لعالم مختلف تمام الاختلاف وفيه تناقضات عجيبة تبدو وكأنها وليدة تخيل طفولي، نجِد أنّ واحداً من أكثر الأمور المفاجئة والأكثر انتشاراً حديثاً هو كون مدينه الفاتيكان أصغر تلك الموطن على وجه الأرض! فهي صغيرة جدا بحيث تستقر بشكل مضجر وسط مدينة كبيرة كروما الإيطالية نفسها لتضم موقع حضوري مركز الدولة الباباوية اليهودية المسيحية بربوابتها الرئيسية الموجودة فوق رأس إحدى أهم المعابد الدينية العالمية وهو بازيليكا سان بييترو المهيبة المبني بالحجر البيزنطي الأحمر الذي ينفرد باستخداماته المعمارية القديمة منذ قرون طويلة مضت الآن... صامدا رغم مرور الزمن وحفاظًا منه عل الوحدة الثقافية للأمجاد التاريخية للإنسانية عامة والعالم الإسلامي خاصة حيث يعد جزء رئيسي كذلك للتراث المشترك الإنساني العام لما يحتفظ به التاريخ القديم الحديث عنه ومايحتمله ازمان الحاضر المستقبل يوم القيامة الأخيره انشاء الله تعالى......